القائمة الرئيسية

الصفحات

في صيف 2016 .. من القصص المرعبة التي ستجعل قلبك يرتجف من الخوف


  #في_صيف2016 

سأروي لكم قصتي عندما كنت في الصف التاسع ، وكان كل ما يشغل عقلي أن أقوم بتحصيل مجموع جيد ، في أحد الأيام كنا جالسين أنا وعائلتي في المنزل ،فجأة سمعنا أصوات قذائف كثيرة تضرب حيينا ، في كل مرة يحدث هذا ، وعلى الرغم من القذائف إلا أننا لم نخرج من منزلنا وبقينا فيه ، في العادة تضرب القذائف الحي ليومين متتالين ، ثم يعود كل شيء إلى طبيعته ، ولكن هذه المرة كان مختلفاً ، نصف سكان الحي نزحوا من منازلهم ، وبقينا نحن وقليلا منهم فقط ، في أول ليلة لم يكن الوضع آمن أبدا ، في حوالي الساعة 5 ليلا ، كان يعم الجو الهدوء التام ، بدأت القذائف تنزل كالمطر على حيينا ،خفنا كثيراً واختبئنا في الغرفة الصغيرة ، بقينا هناك حتى تمام الساعة 12 حتى هدأ الوضع قليلا ، ثم خرجنا وتأكدنا من أغراضنا الشخصية في المنزل.

كان لدينا أحد الجيران الذين يسكنون في الطابق الأرضي مسافر ، حدثناه عن الوضع وطلبنا أن ندخل بيته ، وهو وافق .

دخلنا منزل جارنا وبدأنا بترتيبه وتنظيفه لنسكن به فترة ، في تمام الساعة 9 ليلا كنا نتضور جوعاً ، ولم نكن نستطيع التحرك من مكاننا خوفاً ، مع العلم أن الوضع أصبح هادئاً ، صنعنا الطعام أنا وأمي ، عند انتهائنا تقريباً ،كنا نريد إغلاق الباب ، فجأة نسمع صوت طرق باب خفيف ، خفنا كثيراً فهذا المنزل غير مسكون منذ فترة ، من سيكون ؟! 

فإذ بطفل صغير أزرق العينين ، جميل جداً ، يقول : هل يمكن إبعاد سيارتكم قليلاً عمي يريد صف سيارته أيضا .

أدخل والدي الطفل إلى المنزل ، وبدأ باللعب والمرح ، وذهب والدي ليزيح سيارته من مكانها ، فجأة تنهال القذائف مرة أخرى بعد مدة قصيرة من هدوئها ، وأصوات الرصاص المتفجر تعم المكان ، دق والدي الباب على الجيران وأخبرهم بأن الطفل في منزلنا كي يطمأن بالهم ، بعد فترة هدأ الوضع وأعاد والدي الطفل إلى منزله ، في حوالي الساعة 1 ليلاً كان الجو حاراً جداً في الطابق الأرضي ، ولكن رغم ذلك فضلنا أن ننام هناك على أن نعود إلى منزلنا الذي أصبح خطراً ، استيقظت في الصباح وجدت والدي يدخن سيجارته بملامحه الحزينة وقال : أنا لست مرتاحاً كل جيراننا خرجوا من المنزل ،بقينا نحن فقط ، علينا بالخروج من الحي أيضاً.

هنا عدت إلى سريري و لم أكن أستطيع النوم من الجو الحار ، فتحت الشباك قليلاً حتى استطعت أن أنام لبعض دقائق.

فجأة نسمع صوتاً قوياً لدرجة شعرنا أن المبنى هدم للحظة ،وأصوات الصراخ وتكسير القزاز كان مخيفاً ، حاول والدي فتح الباب لكن دون جدوى ، لم يفتح الباب ، قال : لا تنصدموا إما المنزل هدم أو السيارة ، أصبح أخوتي الصغار يبكون من شدة الخوف ، بينما كان والدي يقوم بخلع الباب ، عندما فتح الباب كان المبنى قد امتلأ بالغبار ،حيث لل تستطيع رؤية شيء أبداً ، وأصوات الصراخ كان مخيفاً ، خرج والدي ليتطمئن على الوضع في الخارج ، عاد ووجهه مصفر من وهل المشهد الذي رأوه ، وقال : جهزوا أنفسكم لنخرج من المنزل حالاً ، فالوضع مزري للغاية ، خرج والدي وقمت باللحاق به ، ويا ليتني لم ألحق به ، وجدت أشلاء الطفل الصغير الذي كان يلعب في منزلنا منذ يوم متناثرة في كل مكان ، رأسه في مكان ولحمه ملتصق بالجدران وأمعائه منزوعة على الأرض ،كان مشهداً مخيفاً ، عدت فوراً ،وجهي مصفر وليس لدي قدرة على نطق كلمة حتى .

قررنا الخروج من المنزل ، ذهب والدي إلى منزلنا 

ليحضر بعض الأوراق الهامة ، ودخلنا إلى السيارة ، ولكن والدي رفض الذهاب من المكان حتى يأتي الإسعاف ويأخذ أشلاء الطفل الصغير ، أتى الإسعاف بعد دقائق وأخذ الطفل ، تذكر والدي أشياء مهمة أخرى أراد أن يحضرها من المنزل ، ذهبا هو ووالدتي لجلب بعض الأغراض مثل لابتوب وأشياء منزلية خفيفة ، كانت حالتي يرثى لها ، وضعت رأسي تحت المعقد خوفاً من يصبح مصيري مثل مصير الطفل .

انتهت عائلتي من إحضار الأغراض و اتجهنا إلى منزل جدتي ، كان في منطقة آمنة نوعاً ما .

هنا بدأت قصتي ...

أصبح وضعنا المادي سيء للغاية،خسرنا كل شيء ، كانت جدتي تصنع لي مشروبات عشبية كي أركز قليلاً بعد ما رأيته ، لم أكن استطيع تناول لقمة من الطعام.

حان الليل ، ارتفعت حرارتي وأصبحت أرى كوابيس للطفل الصغير الذي كان منظره لا يغيب عن عقلي ، 

قرر والدي أن يأخذني إلى عمي الطبيب ، قال لوالدي أنها في حالة جيدة ولكنها تحتاج بعض الوقت للراحة فقط ، وأنا تحولت إلى شخص أخر ، أخاف حتى من الذهاب إلى الغرفة الصغيرة ، بقيت على هذا الحال ثلاثة أيام ،ثم بدأت بإشغال نفسي بأمور مسلية كاللعب على جهاز الكمبيوتر حتى أنسى ، مرت خمسة أيام دون كوابيس ولكن لي كل يوم كنت اسمع خبر وفاة شخص من حيينا ، بدأت أتاقلم مع الوضع و قررت التواصل مع أصدقائي لمعرفة أخبارهم ، ولكن أغلبهم سافر إلى اللاذقية 

، وبعضهم لم أستطع التواصل معهم ، إلا صديق واحد مستأجر في نفس المنطقة ، اتفقنا وقررنا أن نخرج ونكتشف المنطقة فقد كنت صغيرة لا أعلم بأسماء المناطق بعد ، خرجنا وأصبحنا نتمشى في الحارات حتى وجدنا مبنى قديم جداً عمرها 500 عام تقريباً ، دخلنا المبنى وهو خالي تماماً من البشر ، كانت رائحتها مقززة ، فإذ فأر أسود يخرج أمامنا ، يمسك صديقي حجرة ويضرب بها وهو يضحك ، صعدنا إلى الطابق الثاني ،بدأنا نسمع أصوات غريبة ، قدماي ترجف من الخوف ، فور دخولي الشقة تزحلق قدمي ووقعت وامتلئ ملابسي بماء أزرق ذو رائحة كريهة ، وبدأت الأصوات تعلى أكثر فأكثر ، ركضنا بسرعة نحو مخرج المبنى وذهبنا إلى المنزل وقد أصبح الليل معتماً ، لم أستطع النوم في تلك الليلة ، استيقظت صباحاً وفتحت شباك غرفتي ، اقشعر جسدي حيث رأيت المبنى المهجور أمام منزل جدتي ، صرخت لجدتي فقالت : إياك والدخول إلى هذا المبنى إنه مسكون من قبل ملك الجن ، والكثير من الناس حاولوا السكن فيها ،ولكن نصفهم مات ،والنصف الأخر جن وهم بالمصحات العقلية ، هنا ازددت رعباً في كل ليلة .

سمعت والدي يقول أن حيينا تدمر ، وأنا كل ما كان يشغل بالي في لحظتها اكتشاف هذا المبنى المهجور الغامض .

حان الصباح ، اتصل بصديقي وأخبره أن نعاود الدخول إلى المبنى ، وافق فوراً ، وصلنا إلى المبنى ، فجأة هناك صوت بداخلي أخبرني أن لا أجرأ وادخل هذه المرة ، بدأ صديقي بالسخرية مني ونعتني بالجبان ، لم أكترث لما يقوله ، ولكنه دخل المبنى وذهب ليقضي حاجته في الطابق الثاني ، 

وأصبح يقوم بحركات مضحكة مستهزءً مني ، فجأة سمعته يصرخ بأعلى صوت وأصوات تكسير 

حجر ، توقف قلبي من الرعب ، هربت مسرعة إلى المنزل ، لم يمض الكثير من الوقت فإذ أمه تتصل بي وتسأل عن ابنها وهي تبكي بحرقة ، تأخر الوقت ولم يأتي بعد .

اتصلت بهم بعد مدة لأطمن عليه ، لكن للأسف كانت حالة أهله مأساوية .

بدأت الأفكار تدور في ذهني واتخيل صديقي والطفل و أراهم دائماً في منامي على هيئة كوابيس .

حان الصباح ، وأصوات الإسعاف والشرطة يملأ المكان ، اعتقدت أنه قد حدث شيء في المبنى ، خرجت على شرفة المنزل ، صدمت من المشهد ، رأيت صديقي معلق في منتصف المبنى وهو مقيد اليدين والقدمين ، قد شنق حتى الموت وجسده أزرق اللون ، أغمي علي من المنظر المرعب الذي رأيته .

بقيت يومين أعاني من اضطرابات نفسية ، و أرى كوابيس فيها الطفل يلعب مع أخي الصغير ، وفجأة يقوم بتناول أخي كأنه وجبة شهية ، أو أرى أن الطفل يخرج من جسده ثم يبدأ بأكل أحشائه ، ارتفعت حرارتي مرة أخرى وبدأت أصرخ في منتصف الليل ، وفي اليوم الثاني أرى صديقي والطفل في المنام يأكلون بعضهم البعض ، كنت أتمنى الموت في لحظتها على أن أكمل باقي حياتي وأنا خائفة بهذا الشكل ، في اليوم الثالث استيقظت من النوم في منتصف الليل ، لا شيء ، نظرت من نافذة الغرفة فأرى المبنى كله منار وصديقي موجود ولكن أرجله كانت أرجل ماعز ، والدم يخرج من فمه بغزارة ، وعيناه بيضاوات ، وهو يتناول رأس الطفل الصغير بشراهة ، فجأة أصبحت النوافذ. تفتح و تغلق لوحدها ، أغمى علي مرة أخرى من المنظر المرعب و غبت عن الوعي تماماً ، 

في الصباح ، رأت عائلتي وضعي وأنا مصفرة الوجه و أتعرق بشدة ، هنا شكت جدتي بالموضوع وأصبحت تقرأ القرآن و الرقية الشرعية ، ارتاحت نفسي قليلاً ولكن ما زلت أشعر بالخوف ، بدأ ضميري يعذبني وأشعر بالندم بأنني كنت السبب في موت صديقي .

بدأت الأمور تتحسن في حيينا ، ولم يعد هناك مشاكل وقذائف ، عاد والدي ونام هناك بضعة أيام وكان الوضع مستقراً ، عندما عدت إلى الحي ، أعيدت المشاهد المرعبة إلى عقلي ، وتذكرت كل ما حصل ، في أول أسبوع لنا في منزلنا كنت أخاف أن أفتح النوافذ في غرفتي ، ثم تأقلمت مع الوضع وعاد كل شيء إلى طبيعته وحتى المعهد عاود الافتتاح ، ولكن لم يعد للدراسة طعم بعد فقدان أغلى صديق لدي ، كان أمر غريب جداً

يتبع.......

تعليقات