#دهون_الجسم وتوزي
عها يمكن تقسيم الدهن الموجود في جسم الإنسان إلى نوعين؛ وهي الدهون الأساسية والدهون المختزنة، حيث تمثل الدهون الأساسية ما يحتاجه الجسم للقيام بوظائفه الفسيولوجية بشكلٍ طبيعيٍّ، وتكون موجودة في نخاع العظم، والقلب والرئتين، والكبد، والطحال، والكلى، والعضلات، وبعض أنسجة الجهاز العصبي، وتمثل الدهون الأساسية ما نسبته 3% من دهون الجسم لدى الرجال و12% لدى النساء، أما بالنسبة للدهون المختزنة فهي تمثل تلك الدهون المخزنة على شكل دهون ثلاثية في النسيج الدهني، وتوجد تحت الجلد وحول الأعضاء الداخلية، وتخدم وظيفة حماية هذه الأعضاء من الصدمات الخارجية، كما تعتبر الدهون المختزنة المخزن الأساسي للطاقة في الجسم، حيث أنه يمنح الطاقة التي يحتاجها الجسم للكثير من العمليات الفسيولوجية، مثل النمو والتكاثر، وهو يخدم كمخزن للطاقة حال انخفاض مستوى الطاقة التي يحصل عليها الجسم من الغذاء وليعطي الاحتياجات الزائدة للطاقة أثناء ممارسة الرياضة. عندما نقوم بقياس وزن الجسم فإننا نحصل على مؤشر عام عن صحته، ولكننا لا نستطيع تحديد كمية الدهن الموجودة في الجسم من الوزن وحده، كما لا نستطيع تحديد توزيع هذا الدهن في الجسم، وبشكل عام فإن نسبة الدهن الطبيعية في أجسام الرجال تتراوح ما بين 8% إلى 24%، وفي النساء من 21% إلى 35% (1)، وتكون النسبة أعلى في النساء نظرا لارتفاع كمية الدهن الأساسية التي يحتاجها جسم المرأة للقيام بوظائفه الطبيعية، وقد تنخفض هذه النسب في الرياضيين إلى 5% إلى 10% في الرجال وإلى 15% إلى 20% في النساء حتى لا تثقل الدهون أجسامهم وتتعارض مع الأنشطة التي يمارسونها، وفي المقابل يحتاج البعض إلى نسبة دهون أعلى كالذين يعيشون في مناطق شديدة البرودة لعزل حرارة الجسم، كما تحتاج النساء إلى الدهون حتى تستطيع إفراز الهرمونات الأساسية للإنجاب، وتجاوز الحد الأدنى من الدهون في الجسم قد يسبب العقم والاكتئاب، بالإضافة إلى عدم تحكم الجسم الصحيح بالشعور بالجوع، والشعور بالبرودة. ويمكن أن تكون طريقة توزيع الدهون في الجسم أكثر أهمية من حجمها ووزنها، حيث أن السمنة التي ترتبط بتراكم الدهون داخل منطقة البطن وإحاطتها بالأعضاء الداخلية الموجودة في البطن تسمى بالسمنة الوسطية (Central Obesity)، وهي ترتبط بشكل مستقل بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وبعض أنواع السرطان، كما ترتبط بقصر العمر المتوقع (2)، حيث أن وجود هذه الدهون يرتبط بانخفاض إفراز الأديبونكتين والذي يقوم بوظائف تعمل على مقاومة مرض السكري وتصلب الشرايين والالتهابات (5). وتكون السمنة الوسطية أكثر شيوعاً في الرجال وفي النساء بعد سن اليأس بدرجة أقل، حيث أنّ حجم الدهون في البطن يكون أكثر عند الرجال من النساء اللواتي تحتوي أجسامهن على نفس حجم الدهون الكامل. أما الدهون المتراكمة في الجزء السفلي من الجسم فهي أكثر شيوعاً في النساء في عمر الإنجاب، وبشكل عام فإنّ هذه الدهون ليست مضرة بالصحة، حيث أنّ الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن دون تراكم الدهون في البطن هم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة من الأشخاص الذين يعانون من نفس الوزن الزائد ولكن مع تراكم الدهون في منطقة البطن
تعليقات
إرسال تعليق