القائمة الرئيسية

الصفحات

ماذا تعرف عن عيد الرجل العالمي؟

 




اليوم العالمي للرجل هو يوم خاص بالرجل، يتم الاحتفال به في القانون الدولي الإنساني، في 19 نوفمبر، حيث كانت البداية في عام 1999 في ترينيداد. أهداف اليوم هي على النحو الذي حددته اللجنة المنظمة لمعالجة قضايا الشباب والكبار، وتسليط الضوء على الدور الإيجابي ومساهمة الرجال في الحياة في الأرض، وتعزيز المساواة بين الجنسين. 

حيث من المعروف، على الصعيد العالمي ولأسباب مختلفة، أن الرجل هو الأكثر إقداما على الانتحار، خصوصا لمن هم دون سن 45 عاما، وفقا لمنظمة “كالم” الخيرية، والاسم اختصار لـ”الحملة ضد الحياة البائسة” (كامبين أغينست لايف ميزرابل). ففي بريطانيا، ينتحر 84 رجلا كل أسبوع، أي بمعدل 12 رجلا يومياً، وفقا لما جاء في صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط انتحار الرجال في بريطانيا يزيد بنحو ثلاثة أضعاف على متوسط انتحار النساء.

كثيرًا ما نسمع عن دور المرأة في المجتمع، وأنها تمثل نصف المجتمع، وكيف أن لها دورًا أساسيًا في إدارته. 

وفي الكفة الأخرى من ميزان المجتمع أقوال عديدة تحمل أسهم الاتهام، وتنص على قصورها في أداء واجباتها البيتية، عندما خرجت من البيت من أجل العمل، وهذا الرأي يضرب على الوتر الحساس، بأنها لم تتمكن من التوفيق بينهما حيث عجزت عن إعطاء الطرفين حقهما؛ لذا فإن خروجها للعمل له نتائج سلبية أكثر من الإيجابية، مثل مشاكل المربيات والخادمات، والتي تبدو واضحة في المجتمع، وإهمال رعاية الأبناء، وضياع أساسيات الدين واللغة في أحضان غير مسلمة.

إننا لا نريد الخوض في موضوع المرأة، ودورها الحقيقي، فالكثير من الأقلام عبرت عنه بكل اللغات ومن مختلف الجوانب. القرآن الكريم قد أوضح دورها من دون أي جدال أو نقاش، وكذلك الحال بالنسبة إلى الرجال بصورة واضحة لا يعتريها أي غبار يخفي معالمها.

إنما الرقي والتقدم الذي نحن بصدده هو ما وضع الغبار، وضباب الجهل على دور الرجل، فصار باهتًا شاحب الملامح لا يمكن أن يراه بعض الرجال. من هذا المنطلق يمكننا القول بأن بعض الرجال تمكنوا من أداء دورهم في الحياة كآباء، وإخوة، وأزواج، عرفوا أهمية الأسرة وحقوقها وواجباتها، وتفننوا في أدائها وحل المشكلات التي تعترض طريقهم في منعطفات الحياة. 

يتقنون جميع الأدوار مع أبنائهم وزوجاتهم فتارة هم آباء مع أبنائهم وأخرى أصدقاء يستمعون لهم وما يطرأ عليهم من تغييرات في مراحل حياتهم المختلفة، وكذلك مع زوجاتهم. هكذا عاشوا مع أسرهم في كل قالب من قوالب الحياة بحب وتفاهم، وهذه المواقف أنشأت بينهم الاحترام والحب والحقوق فتعانقت الألفة بينهم. هذه القوالب كانت سببًا فعالاً في إزالة الحواجز الأسرية وحصانة الأبناء من الانحراف.

يقال إن الأبناء جزء لا يتجزأ من الآباء، والآباء هم من يقومون بتشكيل أبنائهم، لأنهم عجينة طرية يمكن تشكيلها قبل أن تتصلب، لذا أيها الأب اختر القالب المناسب لصقل شخصية ابنك أو ابنتك. فليس كل الرجال يختارون القوالب الصحيحة، كلٌ يرى الأمور من منظور مختلف. هناك من غرته بهرجة الغرب وبريق حضارتهم، ومن منطلقه يتغير جو المنزل إلى أجواء لندنية من حيث اللغة والمفاهيم، وهناك من هو متمسك بلغته ودينه وشرقيته فيحافظ على الطابع الشرقي في بيته.

يقول الشاعر: هذا هو الشرف الذي لا يدعى… قل ما في الرجال الفحول

لكن في الكفة الأخرى من ميزان الرجال، هناك من أهمل دوره الحقيقي في المجتمع الصغير قبل الكبير وطفق يركض وراء القشور، قشور وبريق ما يظنه من التقدم والرقي المزعوم و المنتشل من أحضان الغرب. 

سار على نهجه والديجور يحتضنه من كل صوب واتجاه، وكانت ثمار هذا النهج إهمال الأسرة وضياع الأبناء، وصبها في قوالب غير المرتجى منها الخير. سوء التربية والانحراف، وفوق هذا كله تجاهل احتياجات الأسرة، سواء إن كانت مادية أو معنوية. 

في حين أنه ليس لديهم الوقت الكافي للجلوس مع الأبناء أو نصحهم وإرشادهم، فالكثير وليس الكل يمشي على هواه من دون هداية من إنسان رشيد، فهناك من يبحث عن خليلة يتسامر معها ويهجر أسرته، يبتسم خارج البيت كالحمل الوديع ويشتعل نارًا على أهله. وبعدها يتساءل لم كل هذا التفكك والضياع. 

في حين أن نتائج هذا الإهمال تبرز في اختفاء العادات والتقاليد الشرقية والعربية من بيوت الكثير من الأسر ظنًا منهم أنها من التخلف والرجعية، فالكثير من أبنائنا لا يعرف من الدين إلا القشور، ونظرة إلى فتياتنا من حيث الملابس الفاضحة وغير الساترة اتباعًا للموضة من حيث طبقات الماكياج والكثير من مظاهر الضياع  بين أبنائنا.

يتضح بعد هذا السرد أن بعض الرجال يلقون كل المسؤولية على عاتق المرأة من دون وجه حق متجاهلين شيئًا مهمًا وهو أن الأبناء في حاجة إلى الطرفين، في حاجة إلى كلمة طيبة وابتسامة مشرقة، لكنهم لا يولون أبناءهم الاهتمام ولا توجد متابعة.

فلا يعلمون أي منهج يسيرون عليه في حياتهم هل هو درب صافٍ أو يعتريه الضياع والحيرة، لا ينظرون إلى الأمور نظرة بعيدة مستقبلية، وإذا انحرف الأبناء قالوا المرأة هي السبب، ويرمونها بأسهم الاتهام والقصور في التربية السليمة.

الحق كل الحق أيها السادة الرجال، أن البيت، والحياة الزوجية هذا المجتمع الصغير لا يُبنى إلا على أساس قوي ومتين وهو لبنة من التفاهم أضيف إليها ماء صاف نقي من النوايا السليمة والمحبة كي ينمو الثمر طيبًا حلو المذاق يسر الناظرين من الأهل والأصدقاء. الحياة الزوجية شركة قسمها سبحانه بين الذكر والأنثى وجعل كل جزء يكمل الآخر كي تقوى أواصر المحبة.

نثر الإسلام زهوًرا في الحياة الزوجية لا ينفد شذاها، ومزايا عطرة لا يعرف قيمتها وقدرها إلا صاحب مسؤولية وعقل رزين، قال رسول الله  عليه الصلاة والسلام: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته».

الواقع، جاء تخليد هذا اليوم للرجل، من أجل تكريم وتعزيز دور الرجل في المجتمع وتسليط الضوء على مساهمة الرجال في الحياة في الأرض، وكذلك لإلقاء الضوء على أولئك الرجال الذين يمكنهم نشر الوعي الإيجابي حول العديد من القضايا التي تهم الرجل على الصعيد العالمي.

ويأتي هذا اليوم تشجيعا للرجل على إجراء نقاشات ومحادثات، وبصورة أكثر انفتاحا، حول العديد من القضايا، مثل الصحة العقلية للرجل ومعدلات الانتحار لديه وأسبابه، و”النهوض ومواصلة الحياة بقوة”، باختصار، هذا اليوم مكرس للرجل الذي يحتاج إلى الدعم.

ففي بريطانيا، ينتحر 84 رجلا كل أسبوع، أي بمعدل 12 رجلا يوميا، وفقا لما جاء في صحيفة “إندبندنت” البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط انتحار الرجال في بريطانيا يزيد بنحو ثلاثة أضعاف على متوسط انتحار النساء.

أما سبب اختيار هذا اليوم، فلأنه يتصادف مع يوم ميلاد والد الدكتور جيروم تيلوكسينغ، الطبيب من ترينيداد وتوباغو، وهو الذي أعاد إطلاق هذا اليوم العالمي مجددا عام 1999.

وبالرغم من أن هذا اليوم موجود منذ عقود، إلا إن كثيرا لا يدرون أو لا يدركون أن هناك يوما عالميا للرجل، بينما يعتقد كثيرون أنه موجود بسبب وجود يوم عالمي للمرأة فقط، الذي يتم الاحتفال به في الثامن مارس من كل عام.

ويسلط الاحتفال هذا العام الضوء على “صحة الرجال والصبيان” وتحسين العلاقات بين الجنسين وتعزيز المساواة بين الجنسين والاحتفاء بالنماذج إيجابية يحتذي بها الذكور.

تعليقات