القائمة الرئيسية

الصفحات

اضطراب قلق الانفصال.. كيف ينشأ في سن الطفولة، ماهو تأثيره على العلاقات لاحقًا؟

 


اضطراب التعلق الانفعالي هو حالة مرضية نادرة، لكنها حالة خطيرة لا ينشأ فيها تعلق صحي بين الرضيع أو الطفل الصغير ووالديه أو من يتولون رعايته، وقد يصاب الطفل باضطراب التعلق الانفعالى، إذا لم تتم تلبية احتياجاته الأساسية للراحة والتعاطف والرعاية، وإذا لم تنشأ بينه وبين الآخرين روابط مستقرة مليئة بالحب والرعاية.

العديد من هؤلاء الأطفال يتسمون بالميل إلى العنف والعدوانية، والبالغين معرضون لخطر تطوير مجموعة متنوعة من المشاكل النفسية واضطرابات الشخصية، بما في ذلك اضطراب في الشخصية المعادي للمجتمع والمعروف باسم “نرجسي اضطراب الشخصية” . 

الأطفال المهملون معرضون لخطر الانسحاب الاجتماعي، والرفض الاجتماعي، وتفشي مشاعر العجز والفشل، والأطفال الذين لديهم تاريخ من سوء المعاملة والإهمال معرضون لخطر كبير ويقع القسم الأكبر منهم في البلدان النامية. 

فبعض الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي يتعرضون للشعور الدائم بالقلق، واضطرابات اكتئابي، وتعاطي الكحول أو المخدرات، وبعض الأحيان الميل إلى الشذوذ الجنسي.

هذه النوع من الاضطرابات يسمى بـ “اضطراب القلق” وهو نوع من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً بين شباب اليوم، حيث يؤثر على 5,25% من الأطفال في جميع أنحاء العالم، ومن هذه الاضطرابات اضطراب قلق الانفصال، وهو يمثل نسبة كبيرة من الحالات المشخصة، فيمكن أن تصل نسبة الإصابة بهذا المرض إلى 50% كما هو مدون في سجلات المصحات العقلية، وتعتبر اضطرابات القلق من أكثر الاضطرابات حدوثاً فتبلغ نسبة الإصابة به بين البالغين حوالي 7%.

وتشير الأبحاث إلى أن 4.1% من الأطفال قد تتطور إصابتهم إلى مرحلة المرض السريري، وأن معاناة ما يقارب ثلث هذه الحالات سوف تستمر إلى مرحلة البلوغ إن لم يتم معالجتها. 

وتستمر الأبحاث في اكتشاف ما إذا كان الميل المبكر للإصابة باضطراب قلق الانفصال عاملا خطيرا لتطور الاضطرابات العقلية خلال فترة المراهقة و البلوغ. ويحتمل أن نسبة أعلى من ذلك بكثير من الأطفال يعانون من حالات بسيطة من قلق الانفصال ولم يتم تشخيصهم فعليا، وقد وجدت دراسات متعددة أن معدلات الإصابة باضطراب قلق الانفصال أكبر عند الفتيات منها عند الفتيان، وأن غياب الوالدين قد يزيد من احتمال الإصابة بهذا النوع من الاضطراب عند الفتيات.

أعراض اضطراب قلق الانفصال

قد تختلف الأعراض حسب ما يراها الأطفال وحسب سياقها وشدتها، بعض الأعراض الشائعة التي تظهر على الأطفال المصابين باضطراب قلق الانفصال قد تتضمن ما يلي:

• الضيق الشديد، والقلق، والخوف من فكرة أو حدث الانفصال.

• التشبث بالوالدين والبكاء والإصابة بنوبات غضب والامتناع عن المشاركة في الأنشطة التي تتطلب الانفصال عن الشخص المقرب.

• الخوف من الأذى الذي قد يلحق بالشخص المقرب أو الشخص نفسه عند الانفصال إن حدث هذا الانفصال.

• صعوبة النوم بدون وجود الشخص المقرب وكذلك رؤية كوابيس متكررة.

• أعراض عضوية تتضمن شكوى من آلام في البطن وغثيان أو صداع والتي قد تحدث أو لا تحدث في الواقع.

• التجنب والرفض والتردد والسلوك المعاكس في محاولة لتجنب وقوع الانفصال.

أسباب اضطراب قلق الانفصال

العوامل التي تسهم في الاضطراب تشمل تفاعل العديد من العوامل البيولوجية والمعرفية والوراثية والبيئية والسلوكية بالإضافة إلى حالة الطفل المزاجية.

العوامل البيئية الملاحظة عادة تشتمل على سلوك الوالدين في التربية، ومن الأمثلة الدالة على أن السلوك التربوي هو عامل مساهم في الإصابة باضطراب قلق الانفصال:

1-برودة عاطفة الوالدين و تثبيط الاستقلال الذاتي لدى الطفل.

2-حالات تعلق بـ الوالدين أو مقدمي الرعاية، وقد ثبت أن أساليب التعلق المضطربة والمتزعزعة تولّد مشاعر الضعف والخوف من الوحدة والقلق المزمن.

3-موضع السيطرة، إن هذه الظاهرة تتمحور حول أفكار الطفل وقدرته على التحكم في بيئته الخاصة.

4- السلوكيات الوالدية المفرطة أو التطفلية، إن هذا الأسلوب التربوي قد يثبط من استقلال الطفل ويفرض المزيد من التبعية الأبوية.

ويمكن أن يؤثر مزاج الطفل أيضا على الإصابة باضطراب قلق الانفصال، وقد تتم الإشارة إلى السلوكيات الخجولة والجبانة باسم “الحالات المزاجية المكبوتة سلوكيا”، التي قد تواجه الطفل القلق عندما يكون في مكان غريب أو يقابل شخص غير مألوف.

تعليقات