استطاعت القهوة أن “تعبر كل الحدود الجغرافية والسياسية والتاريخية والدينية، وجالت في شتى أنحاء العالم، علماً أن سبب انتشارها يعود للعرب، وتحديداً في القرن الخامس عشر، عندما كانوا أول من زرعوها.”
تغيرت على مدى العقود والقرون وأصبحت تقدم بنكهات وأشكال لا تعد ولا تحصى، لكنها تظل المشروب السحري الأسود المفضل على الكرة الأرضية.
موطن القهوة الأصلي
وبالعودة للتاريخ، فإن “الموطن الأصلي للقهوة في إثيوبيا، ووفقاً للسجلات التاريخية، اكتُشفت في إفريقيا بقصة مثيرة للاهتمام.”
في حوالي القرن السابع الميلادي، بدأ قطيع من الماعز يتصرف بشكل غريب، وكثير الحركة.
اكتشف راعي القطيع واسمه كالدي، أنه كان يأكل نوعاً من الحبوب الحمراء، وخلص إلى أن هذا هو سبب سلوكه.
قرر كالدي مشاركة النتائج التي توصل إليها مع راهب طلب شيئاً يمكن أن “يساعده على البقاء مستيقظاً طوال الليل أثناء الصلاة”.
لكن قصة أخرى تدعي أن “الراهب رفض وألقى الحبوب في النار وكانت الرائحة المبهجة التي خرجت منها رائعة”.
هجرتها وتجوالها حول العالم
فجأة، شقت القهوة طريقها عبر الشمال إلى اليمن في القرن الخامس عشر، حيث وصلت الحبوب باسم “موكا”.
بعد فترة وجيزة أصبحت القهوة معروفة في مصر وبلاد فارس وبلاد الشام وتركيا باسم “النبيذ العربي”، وبدأت المقاهي تفتح باسم “مدارس الحكماء”.
بعد ذلك، أصبحت شبه الجزيرة العربية حارساً للبن، وزُرعت هذه الحبوب على نطاق واسع في جنوب الهند.
وفي عام 1560، شقت القهوة طريقها إلى أوروبا عبر الطرق التجارية ، وسرعان ما أصبحت مشهورة، حتى قرر البابا كليمنت الثامن أن المشروب شيطاني.
ولكن بعد فحص المشروب، أعلن البابا القهوة شراباً مسيحياً.
مع مرور القرن السابع عشر وظهور المقاهي في جميع أنحاء أوروبا، اتبعت الحبوب موجة الاستعمار ووجدت نفسها في أمريكا.
بعدما كانت القهوة مشروباً مساعداً للحلويات أو البسكويت، الآن يكاد لا يخلو شارع أو ميدان في سائر مدن العالم الكبرى من مقهى يتباهى بجودة حبات البن ورائحتها.
أكثر 10 دول استهلاكاً للقهوة في العالم
مع انتشار مقاهي القهوة في كل بقعة من العالم تقريباً، وبعد أن “صارت زيارة ستاربكس جزءاً لا يتجزأ من الرحلات الصباحية قبل الذهاب للعمل”، من الصعب أن “نصدّق أن هناك من يشرب الشاي أو المشروبات الأخرى أكثر من القهوة في هذا العالم الجميل”.
نشأت فكرة شرب القهوة في اليمن لتنتقل بعدئذ إلى بقية دول العالم، رغم ذلك فإن اليمن ليس في قائمة أعلى 10 دول فيما يتعلق باستهلاك مواطنيها من القهوة:
- فنلندا: 12 كيلوغراماً لكل فرد
يتناول الفنلنديون القهوة طوال اليوم، وكل يوم، وتطالب معظم النقابات العمالية براحات لتناول القهوة.
كما يحتفل الفنلنديون بالمناسبات الخاصة والغداء ما بعد الكنيسة بطاولات القهوة؛ وهي طاولة تحتوي على شطائر باردة وخبز، وكعك، وبسكويت، وكميات كبيرة من القهوة.
أكثر أنواع القهوة شعبية في فنلندا هي القهوة خفيفة التحميص جداً، وهي أخف كثيراً من أي مكان آخر في العالم.
وربما ظهرت هذه القهوة في وقت مبكر من التاريخ عندما اشترى الفنلنديون حبوب القهوة الخضراء من أجل تحميصها بأنفسهم في المنزل. وتختلف طريقة الفنلنديين التقليدية في تحميص القهوة عن القهوة التركية بأنهم يضعون المياه ومسحوق البن قبل الغليان بقليل، على أن تغلي أكثر من مرة.
2.النرويج: 9.9 كيلوغرام لكل فرد
على غرار معظم المدن الأوروبية، انتشرت القهوة في النرويج أولاً بين الأثرياء في أوائل القرن الثامن عشر.
وبالرغم من أن النرويج دولة فقيرة نسبياً، كان هناك فوائد من وقوعها تحت حكم الدنمارك في هذا الوقت؛ وفي هذه الحالة، كانت الفائدة الكثير من قهوة جزيرة جاوا الرخيصة.
تُقدّم القهوة عادةً بلا أي إضافات مع الإفطار، ومع الحلوى بعد العشاء. وتنتشر دعوة النرويجيين بعضهم من أجل شرب القهوة خصيصاً، وتُقدّم مع الكعك والمخبوزات.
3.أيسلندا: 9 كيلوغرام لكل فرد
لابد أن “هناك علاقة ما بين الطقس البارد وشرب القهوة، ربما تضفي القهوة اللمسة المثالية المطلوبة للشعور بالراحة عند البقاء في المنزل في يوم بارد ومظلم.”
ومثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى، يستمتع المواطن في أيسلندا، في المتوسط، بحوالي 5 أكواب من القهوة يومياً!
4.الدنمارك: 8.7 كيلوغرام لكل فرد
يتناول المواطن الدنماركي في المتوسط 1.46 كوب من القهوة يومياً.
ومثل العديد من الدول الإسكندنافية، تُقدّم القهوة في الدنمارك عادة مع كل وجبة وتصبح هي المشروب الرئيسي خلال المناسبات الخاصة، ويُقدّم معها الكعك، وبعض الشطائر الصغيرة.
وتأتي الدنمارك في ترتيب متقدم أيضاً في إحصائية أخرى، إذ تحل في المركز السادس في قائمة أغلى أنواع القهوة في العالم.
5.هولندا: 8.4 كيلوغرام لكل فرد
في عام 1616، كان الهولنديون أول أوروبيين يحصلون على أشجار بن حية، من مدينة المُخا (منها جاءت سمية المشروب موكّا)، في اليمن، عن طريق تاجر الأقمشة بيتر فان دن بروك.
ثم استخدمت حبوب هذه الأشجار في بدء زراعة القهوة الهولندية، وأصبحت مستعمرات جاوا وسورينام هما المورد الرئيسي للقهوة إلى أوروبا.
6.السويد: 8.2 كيلوغرام لكل فرد
في السويد، لديهم مبدأ يُعرف بـ “فيكا”، الذي يعني “تناول القهوة”. وفق هذا المبدأ، يجمعون بين القهوة والكعك أو المخبوزات.
العديد من السويديين يأخذون أمر تناول القهوة بجدية كبيرة، لدرجة أنها لا تعد مجرد مشروب في البلاد، بل طريقة للحياة أيضاً.
وبالرغم من إمكانية أن يستمتع المرء بالقهوة في المنزل وحيداً، يعد تناول القهوة تفاعلاً اجتماعياً بالمقام الأول في السويد.
7.سويسرا: 7.9 كيلوغرام لكل فرد
مثل العديد من الدول في هذه القائمة، تعد القهوة نشاطاً اجتماعياً في سويسرا.
وتحظى المشروبات المشتقة من الإسبريسو بشعبية خاصة في تلك الدولة الواقعة في وسط أوروبا، بما في ذلك مشروب “القهوة بالكريمة”، وهو نوع من الإسبريسو يشبه القهوة الأمريكية، ويُقال إنه ظهر في سويسرا بالقرب من الحدود الإيطالية.
وعلى عكس العديد من الدول الإسكندنافية، لا تحظى القهوة المصفاة بشعبية كبيرة بين السويسريين.
ومع متوسط الاستهلاك الذي يصل إلى خمسة أكواب يومياً للفرد السويسري.
8.بلجيكا: 6.8 كيلوغرام لكل فرد
بلجيكا لديها تاريخ طويل أيضاً من جمع هوسها الوطني بالشوكولاتة مع معدل تناول القهوة اليومية لكل فرد، الذي يصل إلى 1.35 كوب من القهوة يومياً.
ونظراً إلى أنها دولة استعمارية سابقة في إفريقيا، تمكنت بلجيكا من توفير احتياجاتها من البن من خلال زراعته في الكونغو ورواندا.
9.لوكسمبورغ: 6.5 كيلوغرام لكل فرد
قد تكون لوكسمبورغ دولة صغيرة، ولكن حبها للقهوة كبير جداً. يتناول الفرد في هذه الدولة الأوروبية الغربية الصغيرة حوالي 6.5 كيلوغرام من القهوة سنوياً، في المتوسط.
10.كندا: 6.5 كيلوغرام لكل فرد
تعتبر كندا الدولة الوحيدة غير الأوروبية في قائمة أكثر 10 دول استهلاكاً للقهوة في العالم.
من شرق البلاد إلى غربها، يحب الكنديون القهوة.
حيث تحظى القهوة بشعبية كبيرة جداً في هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانها 33 مليون نسمة، وتقول جمعية القهوة في كندا إنها المشروب الأكثر استهلاكاً في البلاد.
يوم القهوة العالمي
يعتبر يوم القهوة العالمي هو مناسبة للترويج للقهوة كمشروب والاحتفال بها، حيث تقام الأحداث والفعاليات في جميع أنحاء العالم.
كان الموعد الأول هو 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015، كما اتفقت عليه منظمة البن الدولية آنذاك، وتم إطلاقه في ميلانو.
يستخدم هذا اليوم أيضاً للترويج للتجارة العادلة للبن ولزيادة الوعي بمحنة مزارعي البن.
وفي هذا اليوم، تقدم العديد من المقاهي فناجين قهوة مجانية أو بأسعار مخفضة. كما تشترك بعض الشركات في القسائم والصفقات الخاصة مع متابعيها المخلصين عبر الشبكات الاجتماعية.
قهوة الحياة الصحية
تعليقات
إرسال تعليق