القائمة الرئيسية

الصفحات

تعرفي على أخطار منتجات تبييض البشرة!

 


يكون الجمال سطحياً، لكن الأحكام الاجتماعية المسبقة ضد البشرة لها أسباب عميقة. هذا يدفع الأشخاص إلى أخذ الأمور على محمل قد يهدد صحتهم.

قول إحدى ضحايا منتجات تفتيح الـبشرة بصوت متأثر: “لقد بدوتُ سيئة حقاً في يوم زفافي، بدوت قبيحة جداً”.

بحسب التقرير المنشور في موقع BBC Mundo باللغة الإسبانية التابع لهيئة الإذاعة البريطانية، تعيش المرأة بالقرب من كولومبو، عاصمة سريلانكا. ومثل العديد من النساء الأخريات في جنوب آسيا، قررت تفتيح بشرتها قبل يومها المنتظر في العام الماضي، كانت تتطلع إلى الحصول على بشرة جميلة ومشرقة.

في حديثها مع BBC قالت: “قبل شهرين من حفل الزفاف، ذهبت إلى صالون وأعطوني كريماً لتبييض بشرتي، بعد استخدام الكريم لمدة أسبوع أصبح وجهي مبقّعاً” .

تقول: “كنت أرغب في الحصول على بشرة فاتحة، لكن إذ بي أحرقها في نهاية الأمر” .

الأحكام مسبقة

قد يكون الجمال سطحياً، لكن الأحكام الاجتماعية المسبقة ضد البشرة لها أسباب عميقة. هذا يدفع الأشخاص إلى أخذ الأمور على محمل قد يهدد صحتهم.

شكك أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، الذي حارب العديد من الحواجز الاجتماعية، على الفور في تلك القيم المستمرة منذ فترة طويلة في خطبة ألقاها في كنيسة رسولية في عام 1983.

قال محمد علي: “لماذا كل الملائكة بيضاء؟ لماذا لا توجد ملائكة سوداء؟”

من خلال الثقافات واللغات، يرتبط اللون الأبيض غالباً بالسلام والجمال والذكاء، بينما يعدُّ اللون الأسود مرادفاً للموت والكوارث والقبح والمشاعر الأكثر قتامة.

بُقع داكنة على البشرة

بدلاً من أن تتمكن من التركيز على قائمة الضيوف وخطط التسوق لحفل زفافها، انتهى الأمر بالعروس البالغة من العمر 31 عاماً إلى إنفاق وقتها ومالها على العلاج.

“كانت لديَّ عدوى بيضاء تحولت فيما بعد إلى بُقع داكنة” .

لم يكن كريم التبييض الذي حصلت عليه من الصالون من بين منتجات التجميل المرخصة في سريلانكا؛ بل كان مستورداً بطريقة غير قانونية وبيعه في السوق السوداء.

لا تزال الندوب الداكنة التي خلَّفها الكريم ظاهرة في رقبة بيريرا، حتى بعد علاجها لمدة عام.

بعد تلقي العديد من الشكاوى، بدأت السلطات في سريلانكا باتّخاذ إجراءات صارمة ضد مبيعات الكريمات غير المصرح بها.

السوق

لكن هذه ليست فقط مشكلة في سريلانكا، فالملايين من الناس، معظمهم من النساء، في آسيا وإفريقيا يعرِّضون أنفسهم للخطر للحصول على بشرة أفتح.

تشير التقديرات إلى أن منتجات تبييض البشرة بلغت قيمتها 4.8 مليار دولار أمريكي في عام 2017، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم  بحلول عام 2027 إلى 8.9 مليار دولار أمريكي، أي ما يقرب من الضعف، ويأتي الطلب بشكل أساسي من مستهلكي الطبقة المتوسطة في آسيا وإفريقيا.

هناك مجموعة واسعة من المنتجات مثل الصابون والكريمات والمقويات والأقراص وحتى الحقن المصممة للحد من إنتاج الميلانين.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تستخدم أربع من أصل 10 نساء في إفريقيا منتجات تبييض البشرة.

نيجيريا هي الدولة الإفريقية التي تتصدر القائمة، حيث تستخدم 77٪ من النساء هذه المنتجات، تليها توغو 59٪  ثم جنوب إفريقيا 35٪.

في آسيا، تستخدمها 61٪ من النساء الهنديات و40٪ من النساء الصينيات.

تحدٍّ عالمي 

مع تزايد رغبة المستهلكين، تزداد التحديّات أيضاً.

في العام الماضي، حذرت السلطات في غانا النساء الحوامل من استخدام حبوب منع الحمل لتفتيح البشرة التي تحتوي على الجلوتاثيون المضاد للأكسدة.

كانت النساء في ذلك البلد يبتلعن حبوبَ منع الحمل على أمل تبييض جلد أطفالهن في الرحم قبل الولادة.

اعتمدت جنوب إفريقيا بعضاً من أكثر القوانين صرامة ضد مبيضات البشرة، وحظرت غامبيا، وساحل العاج، ورواندا في بداية هذا العام، المنتجات التي تحتوي على الهيدروكينون الذي يقلل من إنتاج الميلانين والذي قد يتسبب أيضاً في تلف دائم للبشرة.

الميلانين هي المادة الصبغية البنية الداكنة التي تعطي لوناً للبشرة.

العلاج

تقول British Skin Foundation، وهي مؤسسة خيرية بريطانية للأبحاث الجلدية إن “العناصر التي تعتمد على الهيدروكينون يمكن استخدامها بأمان تحت إشراف أطباء الأمراض الجلدية المتخصصين لعلاج مناطق البقع المصطبغة لتحقيق نتائج جيدة” .

وتضيف أيضاً أن بعض منتجات تبييض البشرة لها قيمة طبية.

وقال أنطون ألكساندروف، المتحدث باسم المؤسسة: “قد تكون بعض كريمات التبييض مفيدة، لكن يجب وصفها بأوامر الطبيب ومراقبتها عن قرب تحت إشراف أخصائي الأمراض الجلدية، وإلا فقد تكون خطيرة” .

الفاعلية

تصر هذه المنظمة على أنه “لا توجد طريقة مُعترَف بها على أنها آمنة يمكنها تبييض البشرة كلها” .

وحذر ألكساندروف قائلاً: “لا يوجد دليل على أن الكريمات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية يمكن أن تساعد، بل يمكن أن يكون لها تأثير عكسي، ويمكن أن تعطي البشرة بياضاً غير طبيعي، أو حتى تجعلها داكنة أكثر وقد يفقد الجلد خصائصه الطبيعية” .

لكن الأطباء يصفون المنتجات لتفتيح البشرة لعلاج حالات معينة مثل الكلف، وهي حالة شائعة عند البالغين تسبب بقعَ تصبغٍ بنية أو رمادية، عادة في الوجه، وهي أكثر شيوعاً عند النساء، خاصة أثناء الحمل.

آثار جانبية

تشرع معظم النساء في شراء منتجات تبييض البشرة للاستخدام التجميلي دون أي إشراف طبي أو إرشادات وقد يتعرضن لآثار جانبية مثل:

  • تهيج الجلد والالتهابات.
  • الحكة.
  • بشرة جافة متقشرة.

الزئبق

قد تحتوي بعض المنتجات التي تَعِد بفقدان سريع للصبغة على مواد ضارة.

تقول منظمة الصحة العالمية: “منتجات تبييض البشرة المحتوية على الزئبق ضارة بالصحة” .

ومع ذلك، وجدت المنظمة أن “المنتجات التي تحتوي على الزئبق ما زالت تُصنع في الصين وجمهورية الدومينيكان ولبنان والمكسيك والفلبين وتايلاند والولايات المتحدة” .

تبطئ المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل أملاح الزئبق من تكوين الميلانين.

من جانبه، حظر الاتحاد الأوروبي وكذلك العديد من الدول الإفريقية المنتجات الجلدية التي تحتوي على هذا المعدن، بينما تسمح الولايات المتحدة وكندا والفلبين وبعض البلدان الأخرى بوجود مستويات منخفضة جداً منه.

الصحة

يقول ألكساندروف: “الزئبق سُمٌّ”، ويمكن أن يسبب مجموعة من المشاكل الصحية.
الآثار الرئيسية الضارة للزئبق غير العضوي في الكريمات وصابون التبييض هي:

  • أضرار بـالكلى.
  • طفح جلدي، تلون الجلد، ندوب.
  • انخفاض المقاومة ضد الالتهابات البكتيرية والفطرية.
  • القلق والاكتئاب أو الذهان والاعتلال العصبي المحيطي.

الاعتقادات

قال طبيب الأمراض الجلدية الأمريكي شواي شو: “يفترض الناس أن كريمات الجلد آمِنة بطبيعتها، ولا يفكر الكثير منهم في المخاطر الصحية المحتملة” .

وتابع: “أشعر بالدهشة دائماً في كل مرة يُريني فيها المرضى كريمات مختلفة اشتروها دون وصفة طبية” .

يدرّس شو في كلية فاينبيرغ للطب، وقد بحث في الآثار الصحية الضارة لمستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية.

تحتوي بعض الكريمات على المنشطات الموضعية التي يمكن أن تسبب ضرراً للمريض إذا لم تُستخدم بشكل صحيح.

مخاطر

يدعم الدكتور شو المعايير التنظيمية الأكثر صرامة لتطهير الأسواق من المنتجات الخطرة.

يقول الطبيب: “لا يتم تنظيم صناعة مستحضرات التجميل مثل صناعة المستحضرات الصيدلانية، التي يتجنب مصنِّعوها الرئيسيون المواد الضارة، لكن لدينا العديد من المشكلات عندما يتعلق الأمر بمستحضرات التجميل المستوردة” .

السوق مليئة بالمنتجات المغشوشة وليس من السهل اكتشافها، ويجد المصنعون صعوبة كبيرة في تفكيك الجماعات الإجرامية التي تنتج وتنقل وتبيع المنتجات المقلدة.

يشير الدكتور شو إلى أن بعض الشركات لا تنشر حتى معلومات عن مكونات منتجاتها.

يقول: “لا أحد يعرف من يصنعها، ولا يمكننا تتبُّع البائعين” .

يحذر شو الأشخاص الذين يلجأون لحلول فورية قائلاً: “بشكل عام، العديد من المنتجات آمنة للغاية، ولكن عندما يشتري أحدهم منتجات قوية لتفتيح البشرة على الإنترنت، فيجب أن يكون حذراً للغاية” .

حركة معارضة

غالباً ما تُتّهم صناعة الترفيه بترويج نوع معين من شكل الجسم ولون البشرة، مما يجعل ملايين النساء يشعرن بانعدام الأمان.

لمكافحة هذه الصور النمطية الراسخة بعمق، تم إطلاق العديد من الحملات.

“أن تكوني سمراء هو شيءٌ جميل” هو اسم إحدى تلك المبادرات التي تحض النساء الهنديات على رفض مبيّضات البشرة.

المنظمة المقابِلة في باكستان هي  UnFair & Lovely (لستِ بيضاء وجميلة) وهي تروّج لرسالة أنه “لا يجب أن يكون لديكِ بشرة بيضاء لتكوني جميلة” .

وفي الولايات المتحدة، يهدف مشروع Beautywell إلى إنهاء ممارسة تفتيح البشرة بين مجتمع المهاجرين الصوماليين.

إلهة!

 تأتي سوروثي بيرياسامي من ولاية تاميل نادو، في جنوب الهند.

قبل عامين، كانت هذه المهندسة البالغة من العمر 24 عاماً تمثّل الإلهة لاكشمي (إلهة المال والحظّ في الأساطير الهندوسية) في حملة “أن تكوني سمراء هو شيء إلهي” . كان الهدف من الحملة هو ترسيخ فكرة أنه يمكن تمثيل الآلهة والإلهات ببشرة داكنة.

تقول بيرياسامس: “أولئك الذين ينتجون إعلانات عن المجوهرات أو الساري الحريري يصرون عموماً على العمل مع عارضات ببشرة فاتحة، وهناك تصور اجتماعي بأن الثراء ولون البشرة مرتبطان” .

هذه منطقة تتلقى الكثير من أشعة الشمس والغالبية العظمى من السكان لهم لون بشرة داكن.

بشرة براقة

عندما شاركت في مسابقة ملكة الجمال العام الماضي، أشاروا على بيرياسامي  أن تحصل على “بشرة براقة” .

تقول: “ما أرادوا أن يقولوه حقاً هو أنني يجب أن أخضع لتبييض البشرة للحصول على بشرة فاتحة” .

لم يكن لديها المال أو الميل للقيام بذلك، ومع ذلك، كانت من بين الـ25 متسابقة الأولى في مسابقة Miss Diva، والتي خاضتها مشاركات من جميع أنحاء البلاد.

لدى الفائزيات الفرصة للتنافس في بعض أكبر مسابقات الجمال الدولية.

تقول بيرياسامي إنها فقدت وزنها حوالي 10 كيلوغرامات وستحاول مرة أخرى للفوز في المسابقة.

وتضيف: “أعرف أن فرصي قليلة بسبب لون بشرتي، لكنني أشعر بالراحة والثقة في مظهري الخاص، وأعتقد أنه يمكنني التغلب على هذه العقبات”.

تعليقات