القائمة الرئيسية

الصفحات

منها ضعف المناعة ومشاكل بالقلب.. مخاطر صحية نتيجة فشل العلاقات

 


تحدث العديد من المشاكل بين أصحاب العلاقات الطويلة، سواء كانت عاطفية أو زواج أو حتى صداقات، ولكن حينما تزداد وتطول أكثر من اللازم دون حل يتخطَّى تأثيرها النفسي إلى الجسدي، بظهور أمراض عضوية خطيرة.

قد تأتي ردود الفعل الجسدية للإجهاد العاطفي المزمن على شكل مشاكل في الغدد الصماء والاستجابات العصبية، وكذلك الاستجابة الالتهابية

لا يؤدي التوتر في العلاقات إلى خلق مشاكل نفسية وعقلية فحسب، بل يزيد من حدة المشكلات الصحية التي لدينا بالفعل.

ونستعرض في هذا التقرير بعض المشكلات الصحية التي تنتج عن توتر العلاقات الوثيقة وفشلها.

مخاطر صحية نتيجة فشل العلاقات

مشاكل في الجهاز الهضمي

قد يكون المغص والغثيان، والألم الشديد الذي يشبه الطعن في معدتك إشارة إلى ارتفاع مستويات الإجهاد للغاية. 

ونظراً لأن التوتر في العلاقات يسبب الإجهاد، فإنه ينعكس ليظهر في هيئة مشاكل في الجهاز الهضمي، بما في ذلك قرحة المعدة وسوء الهضم.

في كثير من الأحيان يسبب القلق مشاكل في المعدة والأمعاء، فزيادة مستوياته تسهم في حدوث الإسهال والإمساك والانتفاخ.

زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

أكدت الدراسات أن الضغط العصبي له تأثير سلبي على القلب والأوعية الدموية. 

فوفقاً للدراسة التي أجراها فريق من علماء الأوبئة في جامعة كوليدج لندن، تبيَّن أن الأشخاص المتورطين في العلاقات المليئة بالخلافات والنزاعات يزيد لديهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية، بالإضافة إلى آلام الصدر الناتجة عن الإجهاد.

كذلك، أوضحت دراسة أخرى أجرتها جامعة ميشيغان في عام 2016، أن العلاقة المجهدة تؤثر بشكل مباشر على نظام القلب والأوعية الدموية.

يميل الأشخاص الذين يتعاملون مع الضغط الناتج عن العلاقات السامة إلى زيادة معدل الإصابة بـأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن أمثلة هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري ومقاومة الإنسولين وأمراض القلب.

مشاكل النوم

يمكن أن يؤدي التوتر في العلاقة إلى مشاكل النوم، وخاصة الأرق

قد يكون الأرق طويل الأجل منهكاً، مما يؤدي إلى قلة الطاقة التقلبات المزاجية، ويمكن أن يؤدي إلى هواجس لدى الشخص، مما يجعل النوم أكثر صعوبة.

ضعف الجهاز المناعي

كل الأمراض الجسدية التي يمكن أن يسببها إجهاد العلاقة، تكون مسألة وقت فقط قبل أن تصبح قدرتك على محاربة أشياء مثل البرد صعبة، فالإجهاد يضعف جهاز المناعة تدريجياً.

يرجع ضعف الجهاز المناعي إلى كيفية تفاعل الجسم مع هذا الضغط الناتج عن علاقتك. 

يسبب الإجهاد إنتاج هرمونات تُعرف باسم الكورتيزول، والتي يمكنها تهدئة نظام المناعة. وقد تساعد قلة النوم التي يسببها الإجهاد أيضاً إلى زيادة إفراز الكورتيزول.

مشاكل الجلد

بالإضافة إلى مشاكل الصحة الداخلية التي تصاحب التوتر في العلاقة، يمكن أيضاً أن تحدث مشاكل الجلد، مثل الإكزيما، وهي احمرار البشرة وظهور الحكة. تؤدي أيضاً إلى ظهور بقع حمراء أو بنية اللون، وكذلك نتوءات متقشرة.

فالجلد والقلق مرتبطان ببعضهما البعض، فإذا كنت قلقاً ومتوتراً يظهر ذلك على بشرتك بشكل لا تفضله.

تردّي الصحة النفسية

بالإضافة إلى الآثار الجسدية للإجهاد في العلاقات، فإنّ الأشخاص الذين يعيشون في علاقات غير سعيدة يعانون أيضاً من مجموعة مشكلات صحية نفسية كـالاكتئاب.

كذلك يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للخيانة في العلاقات من أعراض مشابهة لاضطرابات ما بعد الصدمة، وتكون الأعراض في شكل ذكريات الماضي، والكوابيس، واليقظة المفرطة.

وقد وجدت دراسة بريطانية نُشرت في عام 2004 في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع، أن العيش من خلال تحولات متعددة، مثل الطلاق والانفصال، يؤثر سلباً على الصحة النفسية للمرأة. 

قام الباحثون بدراسة 2127 رجلاً و2303 نساء، ووجدوا أن النساء اللائي تعرضن للعديد من هذه الانهيارات تكون صحتهن النفسية أسوأ من النساء اللائي ظللن عازبات طوال حياتهن.

آثار سلبية على الصحة العامة

كما أظهرت الدراسات أن آثار الإجهاد الزوجي على النساء تتساوى مع عوامل الخطر الصحية التقليدية، مثل الخمول البدني والتدخين.

أظهرت دراسة أُجريت على 276 من الأزواج أن النساء اللائي عانين من مزيد من النزاعات والخلافات في علاقاتهن، كنَّ أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم والسمنة في البطن، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والدهون الثلاثية، ومستويات منخفضة من الكولسترول  الجيد عالي الكثافة. 

هل تقتصر العلاقات المرهقة السامة على الأزواج فحسب؟

يمكن أن تتخذ العلاقات السمية أشكالاً متعددة، منها الأزواج السامون، أو الصداقات السامة، أو العلاقات السامة بين الوالدين والطفل، أو زملاء العمل السامين. 

لا توجد علاقة، بالطبع، سعيدة وخالية من النزاعات طوال الوقت، ولكن يمكنك معرفة ما إذا كنت في علاقة سامة عن طريق إجاباتك عن هذه الأسئلة:

  • عندما تكون مع الشخص، هل تشعر عادة بالرضا حتى تغادره؟ أو هل تشعر في كثير من الأحيان أنه يستفزك؟
  • بعد قضاء بعض الوقت معه أو معها، هل عادة ما تشعر بتحسن أو حالة أسوأ؟
  • هل تشعر بالأمان الجسدي والعاطفي مع هذا الشخص، أو هل شعرت يوماً بالتهديد أو الخطر؟
  • هل هناك عطاء وأخذ متساوٍ إلى حدٍّ ما، أو هل تشعر بأنك دائماً ما تعطيه، وهو أو هي تأخذ فقط؟
  • هل تتميز العلاقة بمشاعر الأمن والرضا، أم الدراما والقلق؟
  • هل تشعر بسعادته معك، أو هل تشعر أن عليك التغيير لجعله سعيداً؟

بعد الإجابة عن الأسئلة، يجب أن تعلم أن العلاقات الصحية تتميز بالرحمة، والأمن، والسلامة، وحرية التفكير، والمشاركة، والاستماع، والحب المتبادل والرعاية، والمناقشات والخلافات الصحية، والاحترام، لاسيما عندما تكون هناك اختلافات في الآراء.

أما العلاقات السُّمية فتتميز بانعدام الأمن، وإساءة استخدام السلطة والسيطرة، والمطالبة، والأنانية، والتركيز على الذات، والنقد، والسلبية، وخيانة الأمانة، وعدم الثقة، والتعليقات والمواقف المهينة، والغيرة.

باختصار، تميل العلاقات الصحية إلى جعلك تشعر بالسعادة والحيوية، بينما تميل العلاقات السمية إلى إشعارك بالاكتئاب والنضوب، ناهيك عن المشاكل الصحية الجمّة التي ذكرناها أعلاه.

تعليقات