من البلدان الأخرى، صار الطالب الفنلندي هو الأقل قلقا ، كما أن المدرسة الفنلندية تفوقت عالميا خلال سنوات قليلة أيضا والجرثومة الرابعة هي الدراسة المنزلية وحل الواجبات وعمل الأنشطة في البيت، حيثُ ترى فنلندا أن للطالب الحق في الاستمتاع بوقته خارج وقت المدرسة، ولا يجب الاستحواذ عليه، وأن له الحق في قضاء أوقات مع أسرته بدلا من تمضيةِ الوقت في حل الواجبات والأنشطة مما يتسبب في عزل الطالب اجتماعيا وعاطفياً عن أجواء الأسرة، ولهذا عواقبه النفسية والعاطفية على الطالب لذلك فإنه لا بد أن يمنحَ كل جانب من جوانب الحياة حقه من الاهتمام والرعاية والعناية حتى ينشأ الطالب متوازناً في شخصيته
وأن الجرثومة الخامسة هي الدروس الخصوصية، إذ أن وجود الدروس الخصوصية لها عدة تفسيرات مختلفة أو متحدة وهي إما لأن الطالب لا ينال حقه في الفصل الدراسي بسبب كثرة الطلابِ، أو عمق المعلومات وتفاوت الذكاءات، أو لأنه لا يركز الانتباهَ في شرحِ المعلم اتكاءً على الدروس الخصوصية، أو لأن المعلم لا يبذل الجهدَ المتوقع لإيصال المعلومة حتى يترك مساحة للاستفادة الشخصية من الدروس الخصوصية لهذا و تتضاعف أوقات الدراسة على الطالب فيصبح كل يومه دروساً في دروس، يأتي من المدرسة مرهقا، ثم ينضمُّ لقافلةِ الدروس الخصوصية وهذا ما يسبب له الإرهاق الجسدي والذهني بيد أن السبب يعود في نهايته إلى النظام التعليمي الشائع وهناك أيضا جرثومة سادسة وهي المواد المعقدة التي لا ينتفع منها الطالب لأنها لا تنفعه في واقعه أو في ميوله واتجاهاته، وهي ما يطلقُ عليها الأب الروحي للتعليم الفنلندي الدكتور باسيسالبرغ وصف المعرفة المعزولة ويعني بالمعرفة المعزلة هي المعلومات التفصيلية التي لا يتداولها إلاَّ أهل التخصص الدقيق ومن المؤسف أن هذه المواد مغرقةٌ بالتفاصيل المسهبة التي لا يحتاج لها الطالب في دراسته فهي تضيع وقته، وقدراته في ما لا طائل ولا فائدة من ورائه وهذه جراثيم تخلصت منها فنلندا فتصدرت العالم في قائمة أفضل الأنظمة التعليمية وحازَ طلابها المراكز المرموقة عالمياً، وتسابقت الدول لتحظى بالاستفادة من تجربة التعليم الفنلندي فهل سنتخلص نحن أيضاً من هذه الجراثيم بعد تجربة فنلندا الناجحة.
تعليقات
إرسال تعليق