القائمة الرئيسية

الصفحات

برج المراقبة...من القصص التي يملؤها الغموض والتشويق

 #برج المراقبة 111 ...من القصص التي يملؤها الغموض والتشويق ...



ذات يوم استيقظت من النوم على صوت الهاتف يرن في حوالي الساعة الواحدة ليلاً  ، نظرت إلى الهاتف لأتفقد من الذي يتصل في هذا الوقت المتأخر من الليل ، فوجدت اسم رئيس التحقيق ، فزعت من مجرد رؤية الاسم وعلمت أن هناك شيء ما قد حدث ، فتحت الخط فإذ به يقول : محمود .. أنا أعلم إني أزعجتك في هذا الوقت ، لكن هناك شيء ضروري ..

يجيب محمود : هل هناك شيء طارئ سيدي ؟؟

يرد عليه رئيس التحقيق : أريدك أن تذهب إلى منطقة 111 حالاً ، لأن هناك قضية غريبة حدثت هناك ..

محمود : المنطقة 111 .. تقصد منطقة الجبال !

رئيس التحقيق : تماماً .. ستأتي سيارة لتنقلك إلى المكان خلال نصف ساعة .

محمود : حاضر سيدي أنا سأذهب إلى المكان فوراً .

بدأت بتغيير ملابسي وخرجت بسرعة باتجاه موقع العمل ، وأنا على الطريق بدأت الأفكار تراودني وأقول في نفسي " لما كان الرئيس مرتبكاً ومتوتراً في أثناء حديثه ، ما الذي حدث هناك ، لا بد من أنه شيء خطير " ..

وصلت إلى مبنى القيادة ، ورأيت رئيس التحقيقات جالس وهو يقلب في الأوراق ، ابتسم عندما رآني وقال : سامحني لأني أيقظتك من النوم في هذا الوقت ولكن هناك موضوع مهم .

جلست على الكرسي المقابل له ، وأنا أقول في نفسي ، يا ترى ما هذا الموضوع الخطير ؟؟

بدأ الرئيس بفتح ملف القضية ، وقال : هناك موقع عسكري في منطقة جبلية ، هنا يكمن برج المراقبة للمنطقة 111 ، وكما تعلم يا محمود هذا المكان عسكري بالدرجة الأولى ، ولكن وصلتني رسالة منذ ساعة ، يطالبون بإرسال محقق إلى هذا المكان ، بسبب حدوث قضية غامضة ، وانا أراك يا محمود أفضل شخص لهذه القضية .

تبسم محمود وقال : أشكرك سيدي على حسن ظنك بي ، ولكن هل تعلم ماهية المشكلة التي حدثت في هذا المكان ! 

 تنهد الرئيس وقال : الرسالة تتضمن .. أن بعض العساكر قد اختفوا في هذه المنطقة تماماً ..

كانت المعلومة عجيبة وغريبة بعض الشيء ، ولكن كيف اختفوا !!!

كيف ذلك ... لم أفهم قصدك جيداً ؟؟

الرئيس : خذ هذا الملف ، و اذهب الآن في السيارة الخاصة إلى الموقع ، وتفحص الملف جيداً ريثما تصل إلى هناك ، كي تفهم القضية أكثر ...

رافقني شخصان معي ليساعدونني في القضية ، ركبنا السيارة وانطلقنا إلى الموقع ...

استغرقنا أربع ساعات للوصول إلى هناك ، وطوال الوقت ذهني شارد بالملف ، وأنا أقلب بين صفحاته مصدوم بما أقرأ ، القضية تقول أن هناك اثنين من عساكر الحراسة الموجودين في الموقع 111 اختفوا بشكل غريب وغامض ، وأن قوات الجيش فتشت المنطقة كاملة و بحثت في كل مكان ، لكن لم تجد أي أثر ، عثروا فقط على أشياء بسيطة  ، كشعارات الملابس العسكرية والأسلحة الخاصة بهم ..

وصلنا إلى المكان ، كان عبارة عن مكان مراقبة صغير مؤلف من طابقين وبداخله ثلاث غرف وصالة مراقبة ..

فور وصولي قابلت ضابط من الجيش ، وبدأ يرحب بي قائلاً: أهلاً بك يا محقق محمود ، لقد كنت انتظر مجيئك بفارغ الصبر .

ابتسمت وقلت : أخبرني كيف الأمور هنا ؟..

بدأ يتنهد ويقول : باتت الأمور مخيفة جداً وغريبة ..

قاطعت حديثه وقلت : أتمنى أن تخبرني بكامل تفاصيل القصة منذ بدايتها .

جلس الضابط على الكرسي وقال : هذا الموقع الذي نحن فيه حالياً هو برج المراقبة 111 ، ومثل العادة نرسل اثنين من العساكر كي يراقبوا المكان ويتواصلوا مع الإدارة الرئيسية ، ثم يعودون إلى المبنى ، لنقوم بإرسال اثنين أخرين من بعدهم ، وهكذا يتم التبديل بينهم في الورديات ، ونحن نعمل على هذا الأساس منذ سنين ، لكن في المساء وتحديداً الساعة الثالثة ، جاءوا العساكر الجدد ليستلموا الوردية من زملائهم ، وفور وصولهم انصدموا بأن باب المبنى مقفل من الداخل ، بدؤوا يطرقون الباب لما يقارب النصف ساعة ، ولكن لم يرد أحد ، وظنوا أن زملائهم نائمين أو مشغولين ، أو لا يسمعون صوت طرق الباب ، تواصلوا معنا نحن الإداريين فوراً ، وأخبرونا القصة وبدأنا بعمل اتصالات على الهواتف والأجهزة الاسلكية التي في المبنى ، ولكن ليس هناك أي رد ، في تلك اللحظة أرسلنا فرقة مساعدة وطلبنا منهم أن يكسروا الباب لأنه من المحتمل أنه حدث شيء للعساكر في داخل المبنى ، فور وصل الفرقة المساعدة كسروا الباب ودخلوا إلى المبنى فوراً ، لكن الصدمة كانت هنا ، كان المبنى خالي من أي أحد ، ولا وجود لأي عسكري من عساكر المراقبة...

كان كلام الضابط صدمة كبيرة بالنسبة لي ، 

و بدأت أفكر ، كيف يكون المبنى خالي من أي أحد ؟؟ إذاً من الذي أقفل الباب من الداخل ؟؟ 

شعرت بملامح الحيرة بدت على وجه الضابط ، وهو يقول أنا لا أعلم كيف قفل الباب !! .

وهذا الأمر الذي زادني حيرة ، كيف الباب مقفول ؟! لو افترضنا أنهم خرجوا من المبنى ، من الذي سيقفل الباب من الداخل ! ..

 طلبت من الإدارة أن يرسلوا عساكر كي يساعدونهم بالبحث و استمر البحث لمدة خمس ساعات في المنطقة ، استخدمنا الطائرات والسيارات والكلاب المدربة ، لكن دون جدوى ، لم نلحظ أي أثر للعساكر ، كل ما وجدناه شيئين هما  شعارات العسكرية وأسلحتهم الشخصية ، استغربت كثيراً وقلت للضابط : حسناً ، أين وجدت هذان الشيئان ؟؟  

بدأ الخوف يظهر على وجه الضابط وهو يقول : لن تتخيل يا محمود مكان العثور على الأشياء ، قد وجدناه في منطقة أسمها جزيرة البحر .

هذه الجزيرة مهجورة منذ زمن بعيد ، لكنها قريبة من هنا فهي تبعد عن الموقع حوالي خمس كيلو .

كانت هذه المعلومة غريبة جداً ...

وأعدت السؤال على الضابط ، هل تقصد أن العساكر الذين كانوا في مبنى المراقبة ذهبوا إلى الجزيرة ؟؟ لماذا ؟؟

 ابتسم الضابط وقال : هذا هو الأمر المعقد في الموضوع ، و الأمر الأغرب من ذلك أنهم لا يمكنهم الانتقال إلى هناك إلا بركب سفينة أو طائرة مروحية ، وهذا المكان لا يحتوي على هذه الأدوات للتنقل .

انتابني شعور غريب بعد سماع كلام الضابط ، كيف استطاعوا الوصول إلى الجزيرة التي تقع في منتصف البحر وتبعد هذه المسافة دون أي وسيلة نقل ؟؟ ... ولما يختفون العساكر ويتركون ورائهم أسلحتهم ؟؟ 

هل يعقل أنهم مخطوفين ؟ 

قاطعني الضابط و أكمل حديثه قائلاً : يا محقق محمود هل تتوقع أنهم مخطوفين ؟ 

محمود : من لديه المصلحة في خطف العساكر ؟

أكمل الضابط حديثه قائلاً : هنا تكمن المشكلة ، أن لا أحد لديه المصلحة في الخطف ولا يوجد أي سبب مقنع لذلك .

 طلبت من الضابط حينها أن نذهب إلى الجزيرة التي وجدوا فيها الشعارات والأسلحة الخاصة فيهم ، ركبنا الطائرة المروحية الصغيرة واتجهنا إلى الجزيرة ، كان جزيرة عادية جداً ومساحتها صغيرة ، يوجد فيها بعض الأشجار وجبل صغير موضوع في منتصف الجزيرة ، وهناك بعض الكهوف .

ثم رأيت الضابط يؤشر بيده إلى المكان الذي وجدوا فيه الأغراض العسكرية ، تفحصت المكان جيداً ، كان كل شيء طبيعي ، أخذت مجموعة من العساكر وبدأنا نتفحص الكهوف الصغيرة ، ولكن كان كل شيء طبيعي ، بدأت بتأمل موقع الجزيرة والمسافة التي بينها وبين الجبل الذي فيه برج المراقبة ، كانت المسافة بعيدة جداً .

أخبرت الضابط أنه لا يمكن السباحة إلى هنا على بعد هذه المسافة ، ذلك مستحيل ، وهذا يؤكد أن العساكر لم يأتوا إلى هذه الجزيرة ، بل هناك طرف أخر أو شخص هو الذي جلب الأسلحة والشعارات ووضعها هنا .

صدم الضابط لما سمعه من تحليلاتي ، وقال : هل تقصد أن الموج سحب هذه الأغراض إلى الجزيرة !؟

ابتسمت وقلت : هذه أشياء مصنوعة من حديد ، يعني ستغرق في البحر ، هناك شخص أحضرهم إلى هنا متعمداً ذلك .

قال الضابط : لكن لماذا ترك هذا الشخص الأسلحة هنا ، لما لم يرميهم في البحر ويتخلص منهم ، لما اختار هذه الجزيرة بالتحديد ؟؟؟

 محمود : واضح أن هذا الشخص أخذهم بطريقة  غريبة ، لكن ليس من المعقول أن يأخذهم وهم يملكون أشياء معدنية وحديدية .

بدأ الضابط يفكر في كلامه ، وأخبره أن هذا الأمر مخيف حقاً !



 ثم اتفقنا بالرجوع إلى الجبل ، ركبنا الطائرة وعدنا إلى المبنى ، مكان اختفاء العساكر ، دخلنا وبدأنا بالتفتيش في كل زاوية من المبنى ، كانت الغرف في حالة فوضى ، لا بد من أن العساكر  حدث معهم شيء غريب ، مما أثار هذه الفوضى ، ثم فحصنا الغرف على أمل أن نجد رأس خيط نبدأ به فهم القضية ، راجعنا الأجهزة الاسلكية ، وهنا كانت المفاجأة ، كان هناك أكثر من 50 رسالة طلب مساعدة مرسلة إلى المركز الرئيسي .

في آخر يومين بدأت أخبر الضابط ، لماذا لم تردوا على 50 رسالة مرسلة إلى المركز ؟؟؟ 

 ظهرت ملامح الصدمة على وجه الضابط وهو يقول : لا لا شيء..  هذا غير منطقي أبداً ، لم تصل أي رسالة من هذا المبنى منذ آخر ثلاثة أيام ، حتى الرسائل التي كنا نرسلها ، لم يكن أحد يرد عليها ، فتوقعنا أن تكون المشكلة في الأجهزة هنا .

كان كلام الضابط مرعباً ، هذا يعني أن هناك عطل حدث في لحظتها ، منع إرسال أو استقبال الرسائل في المركز الرئيسي .

 بدأت بالبحث في غرفة النوم الخاصة بهم ، وكان هناك مفاجأة أخرى ، رأيت هاتفاً تحت السرير ، مددت يدي وأخذته ، حاولت فتحه ولكنه مغلق ، يبدو أن بطاريته قد نفذت ، وجدت شاحنه الخاص ووضعته .

عدت وجلست على الكرسي ، و سألت الضابط : هل كان العساكر يعانون من أي أمراض أو مشاكل اجتماعية ؟؟

 بدأ الضابط بهز رأسه نافياً ، وأخبرني لا أبداً ... كانوا من أفضل العساكر الموجودين في الموقع و يملكون خبرة جيدة ، فهم يعملون هنا منذ سنين .

مضت نصف ساعة ، أخرجت الهاتف من مكان الشحن ، و قمت بتشغيله ، وبدأت بالبحث ولكن لم أجد شيئاً سوى بعض الصور والمحادثات لصاحب الهاتف مع أصدقائه ، الغريب في الأمر أنه لا يوجد أي اتصال أو رسالة خلال الأسبوع الأخير .

ثم لاحظت أن هناك برنامج لتسجيل المكالمات على الهاتف ، كان أخر برنامج مستخدم من قبل صاحب الهاتف ، صدمت بشيء جديد وغريب ، كان هناك 6 رسائل صوتية !!

ومن الواضح أن الشخص الذي سجله هو صاحب الهاتف نفسه ، غمرتني السعادة في لحظتها معتقداً إني سأجد دليلاً ينفعني في التحقيق ، ولاحظت أن الرسائل متوزعة على آخر ثلاثة أيام ، فقررت أن ابدأ من أول تسجيل ، كبست على التسجيل وسمعت صوت يقول.....

اليوم هو يومنا الرابع بورديتنا داخل هذا المبنى الذي سيستمر لمدة أسبوع كامل ، لكن هناك شيء غريب حدث معنا ، أجهزة الاتصالات لا تعمل أبداً وحتى شبكة الهاتف قطعت فجأة وتحول الجو خارج المبنى ، أصبحت السماء ضبابية لدرجة أننا لم نعد نستطيع الرؤية بشكل واضح ، بدأت أشعر بالقلق ، ثم فتحت التسجيل الثاني وسمعت صوت يقول ....

قد حان الليل وأصبحت الساعة الثلاثة بعد منتصف الليل وبدا الجو يصبح ضبابياً في الخارج ، وبدأنا نسمع أصوات غريبة كأن هناك شخص يصرخ بأعلى صوت ، والمخيف في الأمر أن زميلي بدأ يتصرف تصرفات غريبة جداً ، تارة اسمعه يبكي وتارة يمشي كالمجانين وتارة يذهب إلى صالة المراقبة ويقوم بعمل حركات مخيفة جداً ، بدأت أخاف على زميلي كثيراً من وراء تصرفاته الغريبة ، قفلت الباب   خوفاً عليه من أن يخرج ويختفي هو أيضاً ، أشعر أن هناك شيئاً غير طبيعي في هذا المكان .

انتقلت فوراً إلى المقطع الثالث ..

أصبحت الساعة السابعة صباحاً ، وما زال المكان مظلماً والضباب كالسابق ، شعرت وكأن هناك شخص يتحكم بزميلي ، هو مستلقي على الأرض في الحمامات ويضرب رأسه وعيناه محمراتان و مرة يرتفع إلى الاعلى ومرة يسقط على الأرض و يصرخ بأعلى صوته ، أنقذوني !

كاد أن يتوقف قلبي عن العمل في لحظتها من شدة الخوف الذي انتابني ، و بدأ العرق يتصبب على جبهتي من التوتر بعد سماعي تلك الأصوات الغريبة ، بدأنا بالنظر إلى بعضنا البعض أنا والضابط ، قال الضابط : ماذا أصابك يا محمود ؟؟

ابدأ بتشغيل التسجيل الرابع ..

وفعلاً بدأت بتشغيل التسجيل الرابع ...

أصبحت الساعة الثانية عشر مساءً وما زال زميلي على نفس الحالة ، أصبح شكله مخيفاً وكأن الجن قد سكنه ، بدأ يتقرب مني لمحاولة خنقي ، خفت كثيراً أن أطلق عليه النار بالسلاح الذي معي ، أصبح الجو ماطراً في الخارج وأصوات القطط وصراخ الناس وأصوات الضحك الغريبة والمرعبة ، والغريب في الأمر أن الجو في داخل نقطة المراقبة حار جداً ، نحن الآن نواجه أرواح شيطانية ، رحمتك يا الله .... 

بدأت يداي ترتجفان ، ولم تعد قدما الضابط تحملانه من الخوف .

ثم بدأت بالضغط على التسجيل الخامس...

أنا في يوم المناوبة السادس ، لا أعلم إذا كنت سأحيى حتى اليوم السابع  والأخير كي أصل إلى زملائي في الوردية الثانية .

لكن زميلي .... زميلي اختفى فجأة بعد أنينه وصراخه داخل الحمام بعد أن جرح نفسه بطريقة غريبة ، أخذت السلاح منه خوفاً من أن يؤذي نفسه ، كنت أراه خارج النقطة يمشي دون اتزان ، أخذوه هو أيضاً ، لكن إلى أين ؟؟ لا أعلم ... ولا أعلم كيف خرج حتى ، لكنه كان ينظر إلي ويبكي بطريقة غريبة ، بدأت يداي وقدماي تترجفان خوفاً مما أرى ، وهو يقول ساعدوني إذا وصلتكم الرسائل ، أنا خائف جداً ، هذا المكان أصبح مسكوناً ، إني أغيب عن الوعي ، وجدت نفسي في الحمام والسلاح موجه نحو رقبتي ، أنا أكيد أنني سأموت الآن ، سوف يقتلونني ..

شعرنا أنا والضابط بالأسف والألم تجاه ما سمعنا في هذا المقطع ، وأنا ادعي الله أن نسمع أخبار جيدة في التسجيل الأخير ، فتحت أخر تسجيل وسمعته يقول ....

أنا ... أنا لست على ما يرام ، قررت أن أخرج من  المبنى أو ربما لست أنا من يقرر ... بل هم ! .. لا أعلم ولكنني أسمع صوت زميلي يصرخ بأعلى صوت و يناديني طوال الليل ، ربما هو يريدني حقاً ، يجب أن أخرج من هنا ، سأترك هاتفي هنا وأخرج ، إذا استطاع أحد أن يصل إلى المبنى ، أنا ذاهب إلى الجبل الذي يقع إلى جانب النقطة الخاصة بنا ، ساعدونا إذا سمعتوا التسجيل ، ربما تستطيعون الوصول إلينا ونحن على قيد الحياة ، 

واذا كنا قد فارقنا الحياة اتمنى أن تجدوا جثثنا ، هم هنا إلى جانبي يرتدون الأسود ، أعدادهم كثيرة ، ينظرون إلي ، والنار تلتهب وتنطفئ بطريقة عجيبة ، وكأنهم من الجن ، أرجوكم ساعدوني ، أنا سأذهب إلى الجبل ، والعياذ ب الله من هذا المشهد الذي أراه ...

انتهت التسجيلات الستة ، بدأت أشعر بالخوف والحيرة والصدمة ، هذه الأشياء التي نملكها فحسب ، ما الذي حصل للعساكر في هذا المكان ؟؟ 

ومن يكونون هؤلاء الأشخاص ؟؟ هل يعقل أن المكان مسكون حقاً ، من هم ولما يتصرفون هذه التصرفات الغريبة !!؟؟

والضباب والمطر ... كل شيء يبدو مبهماً وغريباً .

أخذت هاتفي وتواصلت مع مركز الأرصاد الجوية لاتأكد من حالة الطقس اليوم ، فصدمني بإجابته حين أخبرني أن جو اليوم كان صحواً وجميلاً على كل المناطق منذ شهر ، إذاً من أين جاء كل ذلك الضباب ، لكن التسجيل الأخير  لربما يحل اللغز عندما قال أنه يريد الذهاب إلى الجبل .

أخذت مجموعة من العساكر وبدأنا نتفحص الجبل لما يقارب الثلاث ساعات ، لم تتوقف فرق الإنقاذ عن البحث لمدة شهر كامل ، ولكن للأسف دون أي فائدة ..

فتشنا الجبل والموقع والمنطقة التي تقع بقربها و الجزر القريبة ، لدرجة تم الغوص في البحر أيضاً ، لعل أن يجدوا أي أثر للعساكر ، ولكن دون جدوى .  تم إغلاق ملف التحقيق دون الوصول إلى أي نتيجة ، وبقي المبنى مفتوحاً ، ويقف عليه عساكر جدد يراقبون المنطقة ، مضت عدة شهور ولم يحدث أي شيء غريب ..

لكن في يوم من الأيام بينما العساكر في المنطقة يتحدثون على أجهزة الاسلكي ويقولون : نحن العساكر في برج  المرقبة 111 نرى العساكر الذين  اختفوا  تحت البرج ويتجهون نحونا و أشكالهم مخيفة جداً وهم عراة لا يرتدون الملابس ، يمشون بطريقة مرعبة ويتبسمون ، نحن في خطر ، نريد إطلاق النار عليهم ، إنهم يصعدون إلى المبنى !!..

قطع الاتصال هنا ...

توجه المركز الرئيسي إلى المنطقة 111 ، فانصعق بالمشهد الذي رأيته ، العساكر  الذين اختفوا ، أصبحوا عبارة عن جثث مرمية تحت برج المرقبة ، وعلى أجسادهم كدمات ورسومات غريبة ، وكأنهم اختفوا وعادوا إلى نفس المنطقة ، ولكن الغريب في الأمر أن أجسامهم ممتلئة بآثار خرمشات غير طبيعية ، كان مظهرهم يدل على أنه عمل من أعمال الجن ، والغريب أكثر أن العساكر الذين قالوا أنهم يريدون إطلاق النار  وجدناهم جثثهم في داخل نقطة المراقبة وكانوا منتحرين بإطلاق رصاصة من أسلحتهم في منتصف رقبتهم ، كانت الرصاصة خارجة من رؤوسهم بطريقة بشعة .

تبين بعد فترة وجيزة أن هذه المنطقة الجبلية والجزيرة هي مسكن للجن ، وأشخاص كبيرة في السن قالت أن أغلب الجبال هي مسكن لقبائل الجن وهم لا يرغبون أن يشاركهم أحد في سكن المنطقة ، وهناك تحت برج المراقبة مقبرة قديمة منذ آلالاف السنين ومن ضمن المقابر كان هناك عظام غريبة الشكل ليست بشرية ، وحاولنا كثيراً أن نكتشف لأي حيوان تنتمي ...

واكشتفنا بأن هذه المناطق لا يمكن لبشر أن يعيش فيه ، لأن نهايته ستكون الموت حتماً ، ولكن إلى حد هذه اللحظة لم نستطع معرفة مكان اختفاء العساكر وظهورهم مرة أخرى ، ولم نعلم ما وراء انتحار العساكر الجدد .

 أغلقت المنطقة والبرج وتحول المكان إلى مكان مهجور يمنع اقتراب إنس منه ، وإلى هذه اللحظة يسمع أصوات العساكر بمجرد الاقتراب من المكان ، حاول الكثيرون أن يدخلوها ليكشتفوا مكان اختفاء العساكر ، لكن المنطقة منعت من الدخول كلياً 

تعليقات