“سقراط برازيليرو سامبايو دي سوزا فييرا دي أوليفيرا”، هو الاسم الكامل لنجم كرة قدم وطبيب، سطع نجمه في السبعينيات، أطلقه عليه والده بسبب شغفه للأدب وقراءته لكتاب الجمهورية للفيلسوف “أفلاطون” أثناء ولادته.
ولد “سقراط دي أوليفيرا” في البرازيل عام 1954 منطقة بيليم في ولاية بارا، كان مجتهداً في دراسته فقد أنهى الثانوية والتحق بجامعة ساوباولو حيث درس وتخرج من كلية الطب البشري في الرابع والعشرين من العمر، ولعب لفريق الجامعة أثناء دراسته، وبعد تخرجه التفت لمعشوقته كرة القدم وأكمل مسيرته الإحترافية، حيث بدأ مع نادي بوتافوغو وكورينثيانز في البرازيل ليشق طريقه إلى أوروبا، فقد لعب لصالح نادي فيورنتينا الإيطالي ليعود لبلاده ويختم مسيرته الكروية مع ناديه الأم بوتافوجو البرازيلي.
كان “سقراط” من أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة، في ضوء نظرته الثاقبة وقدرته على خرق والتلاعب في دفاع الخصم بكلتا قدميه، كما اتخذ من لاعب التنس “بيورن بورغ” أسلوباً ونمطاً لمظهره فوضع شريط على رأسه وبعثر لحيته، وأصبح بذلك رمزا لجيل من مؤيدي كرة القدم البرازيلية.
منذ بدايته في عام 1972 مع نادي بوتافوغو للشباب كان لاعب محترف ومنفرد بطريقته، وبالرغم من أنه كان كثير الانشغال في دراسته ولا يستطيع إعطاء الكرة الكثير من وقته إلا أن مدربه في تلك الفترة كان حريصاً على وجوده في أغلب المباريات لقوته وقدرته في الملعب.
مع بداية عام 1977، وترفعه للفريق الأول استقطب نادي بوتافوغو المدرب “خورخي فييرا” ليحصد الألقاب في البرازيل، منذ وصول “فييرا” سن قواعد وتمارين صارمة، كان ذلك واضحاً منذ خطابه الأول مع اللاعبين في مركز التدريب حيث قال: “اللاعب الذي لا يتدرب، لا يلعب”؛ اعتقد “سقراط” أنه لن يلعب كرة القدم بعد الآن، لكن “خورخي فييرا” أدرك موهبة “سقراط” ومنحه معاملة مختلفة عن باقي اللاعبين، في تلك السنة كان “سقراط” إلى جانب “زي ماريو” اللاعب الرئيسي لفريق بوتافوجو والهداف التاريخي للنادي في تلك الفترة، والذي فاز بكأس مدينة ساو باولو وهداف البطولة، في عام 1977.
ظهر في المنتخب البرازيلي لأول مرة في عام 1979 في مباراة ودية ضد باراجواي. كانت واحدة من نجوم الفرق الوطنية والعالمية الشهيرة، وفي كأس العالم 1982 حيث سجل هدفين ضد كل من الاتحاد السوفياتي وإيطاليا. ولكن لم تتوج البرازيل آنذاك بلقب البطولة.
في بداية الثمانينات تشكل حزب العمال الذي كان أحد قادته الرئيس البرازيلي السابق “لولا دا سيلفا” والصديق المقرب من “سقراط”، والذي أسس في تلك الفترة شعار كورينثيانز “صوت من أجل الانتخابات” بصحبة العديد من الناشطين السياسيين داخل الفريق الرياضي أو من مشجعيه، وكانت حركة مدنية أطلقوا عليها “صوت الآن”
أجبرت هذه الحركات والمطالبات المجلس العسكري على إجراء استفتاء شعبي من أجل الرئاسة، وخلال تجمع حاشد في عام 1984 اجتمع فيه 1,5 مليون شخص، خرج سقراط على الملأ وطالبهم بالتصويت، في تلك الأثناء انتشرت أخبار تتحدث عن انتقاله إلى إيطاليا من أجل اللعب مع فيورنتينا، خرج إلى الجمهور وهددهم إذا لم يصوتوا سيغادر البرازيل، وإن استطاعوا تغيير النظام العسكري سيبقى في ساو باولو. لكن عملية انتقاله إلى فيورنتينا كان قد انتهت حتى قبل تحدثه إلى الشعب البرازيلي.
لكن رحلته في إيطاليا لم تدم طويلًا بسبب عدم تأقلمه مع أجواء الكرة الإيطالية فقد لعب موسم واحد فقط، فطريقة لعبه في إيطاليا لم تلائم شخصيته الرياضية الغريبة، فقد كان يفرط في شرب الكحوليات والتدخين وهذا لايناسب الضوابط والقوانين الصارمة في إيطاليا ولا تناسب كرة القدم التي تعتمد على مصطلح اللعب الجميل، فقرر العودة إلى البرازيل فلعب مع نادي سانتوس البرازيلي موسمين 1985-1986/1986-1987 ، واختتم مسيرته الكروية مع نادي بوتافوغو حيث لعب موسمه الأخير 1988-1989 ، وتوفي في عام 2011 في البرازيل.
توج “سقراط” مع الأندية التي لعب فيها بالعديد من البطولات والألقاب، في حين حصل مع “السيليساو” على المركز الثاني والثالث في بطولة كوبا أمريكا عامي 1983 1979؛ وفي نفس الوقت حاز سقراط على العديد من الجوائز الفردية كأفضل لاعب جنوب أمريكي في عام 1983 ودخل تشكيلة الفيفا لأفضل 11 لاعب في العالم عام 1983، وتم وضع اسمه في قاعة المشاهير ببلاده وصنف ضمن أفضل 125 لاعب على قيد الحياة في 2004، وأفضل 61 لاعب في القرن العشرين.
تعليقات
إرسال تعليق