التلفزيون، هو تحويل مشهد متحرك، وما يرافقه من أصوات، إلى إشارات كهربائية ثم نقل الإشارات وإعادة تحويلها بجهاز استقبال إلى صورة مرئية متحركة مرفقة بصوت. ويعد التلفزيون أكثر وسائل الاتصال الجماهيرية أهميةً وتأثيرًا نظرًا لما يتمتع به من خصائص ومميزات يتفوق بها عن غيره من وسائل الاتصال الجماهيرية الأخرى، حيث يقدم مواد عبر قوالب وأشكال متعددة ومتنوعة.
يعود تاريخ التلفزيون إلى عام 1884 عندما اخترع الألماني “بول نيبكو” قرصاً ميكانيكياً دواراً بفتحات صغيرة منظمة في شكل حلزوني، عندما يتم تسليط الضوء عليها يتسرب الضوء من الفتحات ليعطي إحساساً سريعا بحركة الصور المسجلة على هذا القرص. وقد فتح قرص نيبكو المجال أمام المخترعين للتفكير في إمكانية نقل الصور بطريقة ميكانيكية عبر الأسلاك إلى مكان آخر.
وأصبح هذا القرص هو الأساس الذي قامت على أساسه التجارب التالية لتطوير تكنولوجيا لنقل الصور المتحركة من مكان إلى آخر سواء عن طريق الاسلاك أو باستخدام الموجات الهوائية.
يعتبر التلفزيون من أهم الاختراعات التي توصّل إليها الإنسان، فقد استطاع العالِم الأسكتلندي “جون لوجي بيرد”، من تجريب أول جهاز إرسال محلي الصنع، وهو عبارة عن جهاز كهربائيّ يُحوّل الإشارات الكهربائيّة القادمة من وحدات البث الإذاعيّ إلى صورتها الأصليّة على هيئة صوت وصورة ومشاهد مُتحرّكة.
وفي عام 1927م استطاع أن يُكوّن شركته الخاصة، حيث بدأت بخدمة تلفزيونية تجريبية لهيئة الإذاعة البريطانية في عام 1929م، وقد استمرّت في البثّ بانتظام من قصر ألكسندرا حتى عام 1936م.
يُعتبر |فيلو فارنسورث” مُخترع أوّل تلفزيون إلكترونيّ في العالم، وُلد عام 1906م في جنوب غرب ولاية يوتا، وتُوفي عام 1971م، وعند دخوله المدرسة الثانويّة كان قد حوّل معظم الأجهزة المنزليّة لدى أسرته إلى أجهزة تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية، وقد كان مُهتماً بالأجهزة الجديدة في عصره؛ كهاتف بيل، وجرامافون أديسون، وفي عام 1922م رسم لمعلمه فكرة عن أنبوب تفريغ لتشريح الصور، والذي من الممكن أن يُحدث ثورة في التلفزيون، وتخيّل “فارنسورث” أنبوبة تفريغ يُمكن من خلالها إنتاج الصور إلكترونيّاً عن طريق إطلاق شعاع من الإلكترونات خطاً تلو الآخر على شاشة حسّاسة للضوء، وفي عام 1927م ظهر أوّل تلفزيون إلكتروني بالكامل، وحصل على براءة اختراع عام 1930م.
ويعد التلفزيون في وقتنا الحالي من الأجهزة الكهربائيّة الرئيسيّة التي توجد في جميع البيوت ولا يمكن الاستغناء عنه.
فوائد التلفزيون
- الإطلاع على الأحداث والأخبار في كافة المجالات على مستوى العالم، عبر القنوات الفضائية.
- يقدم التلفزيون برامج ثقافية تساعد على التثقيف واكتساب المعلومات القيمة.
- وسيلة للتسلية والترفيه من خلال ما يعرضه من مسلسلات وأفلام وبرامج مسلية.
- مصدر هام للإعلانات، حيث يعتبر أحد أكبر مصادر الترويج للسلع والمنتجات المتنوعة.
أضرار التلفزيون
- إن مشاهدة برامج التلفزيون لفترات طويلة خلال اليوم يؤدي إلى الكسل والخمول وتضييع الوقت في أشياء لا فائدة منها.
- إجهاد العين، حيث يمكن أن تتسبب مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونية والعروض التوضيحية الملونة في إلحاق الضرر بالعيون.
- تقدم محطّات التلفزيون في كثير من الأحيان مشاهد مليئةً بالعنف والإجرام، وأخرى غير لائقة أخلاقياً، ولهذه المشاهد آثار سلبيّة على الأطفال والبالغين، حيث يقوم الطفل بتقليد ما يراه من عنف على شاشة التلفزيون، مُعتقداً بذلك أنّ العالم مكان مخيف وأنّ شيئاً سيّئاً سيحدث له، وقد أظهرت الدراسات المستمرّة وجود علاقة طرديّة بين مشاهدة العنف على شاشة التلفاز والعدائيّة التي تظهر في شخصيّة الفرد منذ الطّفولة وتستمر حتّى مرحلة البلوغ.
الراديو
الراديو، هو وسيلة من وسائل الإعلام الصوتية المسموعة التي تستخدم تقنية موجات الراديو اللاسلكية لنقل البيانات المتنوعة مثل صوت الإنسان والموسيقى من خلال جهاز إرسال إلكتروني متصل بهوائي يبث موجات تنتقل عبر الهواء، ليستقبلها جهاز آخر متصل بهوائي آخر يسمى جهاز الاستقبال، وبذلك يتم تبادل البيانات من وإلى مختلف أنحاء العالم.
يتكوّن الراديو من هوائي يقوم بإلتقاط الإشارات اللاسلكيّة، ثمّ يحوّلها إلى إشارات كهربائيّة، ثمّ تنتقل إلى دائرة مكوّنة من مكثف هوائيّ ومكبر للتردد العاليّ والمذبذب، حيث يقوم هذا المكثف بإنتقال المحطة التي يريد الشخص سماعها، ويمنع كذلك حصول أيّة
تداخل بين المحطات المختلفة، والتي لها ترددات متقاربة، ثمّ يتمّ تكبير هذه الاشارة الصوتيّة، وأخيراً يصل الصوت.
يقوم المكثف الهوائي بعمل تعديلات على موجات الراديو، وتمرّ هذه التعديلات بـ تعديلين أساسيين.
التعديل الأول يكون في تعديل النبضات، وهي تشبه إشارات مورس، أمّا التعديل الثاني فهو تعديل السعة وهنا يكون التعديل بتعديل التردد (FM)، ويكون في هذه الحالة جمع بين موجات الراديو الجيبية والمعلوماتيّة لنحصل على الموجة المعدلة.
وقد قام “إلكسندر بوبوف” باختراع الراديو في عام 1895م، وذلك من خلال اختراع جهاز لـ استقبال الذبذبات والموجات الكهرومغناطيسيّة، والتي أطلق عليها اسم الراديو لاحقاً.
أهمية الراديو
- استطاعت التغطية الواسعة للراديو أن تتخطى الحدود والحواجز، مما ساعده على الانتشار والوصول إلى جميع دول العالم.
- تخطى حاجز الأمية، حيث يمكن للإنسان المتعلم وغير المتعلم الاستماع إلى الراديو، إضافة إلى أنه أصبح جهاز رخيص الثمن يستطيع أي شخص شرائه كوسيلة اتصال ذاتية تخاطب الملايين في وقت واحد، مما قد يشجع المستمع على تخيل ما يسمع ورسم الصورة بداخلة.
- مكّن الراديو المجتمعات الإنسانية من إرسال الصوت الإنساني والموسيقى والإشارات بأنواعها المختلفة إلى أرجاء متعددة من العالم، وبفضل الراديو أصبح بإمكان المسافرين على متن السفن والطائرات الاتصال وتبادل المعلومات، كما يمكن استخدام موجات الراديو للاتصال بالفضاء الخارجي.
مقارنة بين التلفزيون والراديو
- برامج التلفزيون تأتي مسموعة ومرئية، بينما برامج الراديو تأتي مسموعة فقط.
- وجود الصورة المصاحبة للصوت في التلفزيون يجعله أكثر تأثيرًا على الإنسان من الراديو.
- التلفزيون يناسب بشكل كبير شريحة المصابين بالصمم وبخاصة أنه في الفترات الأخيرة أصبحت بعض البرامج تعرض مصحوبة بترجمة خاصة للصم والبكم، أما الراديو فهو يأتي مناسبًا بشكل أكبر للأميين.
- يتميز التلفزيون مقارنة بالراديو بالتنوع الكبير في قنواته التليفزيونية، بينما الراديو فإن عدد محطاته دائمًا محدود جدًا.
- تنمية الخيال مع الراديو كبيرة جدًا، حيث أن المتلقي يسمع صوت فقط، بينما تكوين الصور والتركيبات تعتمد على خياله على عكس التلفزيون الذي يحصرك بما يقدمه من مشاهد مصاحبة للصوت نوعًا ما.
- التكاليف، في الراديو وبرامجه وعمليات البث الخاصة به أقل تكلفة بشكل كبير عن التلفزيون.
تعليقات
إرسال تعليق