وكالة الأناضول للأنباء، هي وكالة رسمية في تركيا مفوضة بإصدار الأخبار وتغطية الأحداث والتصريحات المتعلقة في تركيا، كما تقوم الوكالة بتوفير خدماتها الإخبارية إلى مختلف المؤسسات الإعلامية كـ الإذاعة والتلفزيون والصحف.
وتزامن تاريخ تأسيس الوكالة مع بداية تأسيس الجمهورية التركية، إذ تأسست الوكالة في 6 نيسان (أبريل) عام 1920، أي قبل 17 يومًا من افتتاح مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان)، وبعد افتتاح البرلمان تولت الوكالة مهمة نشر القوانين التي كان يقرها في ذلك الوقت، كما وقفت الوكالة شاهدة على كافة مراحل حرب الاستقلال التركية، بل وعلى كافة الأحداث التي أعقبت تأسيس الجمهورية.
ويقع مقر الوكالة في العاصمة أنقرة ويعمل فريق خدمة وكالة الأناضول بـ 13 لغة كما تمتلك الوكالة مراسلين في 86 دولة.
وبصفتها وكالة أنباء عالمية، تنتج الأناضول لمشتركيها يوميًا نحو ألف و384 خبرًا و4 آلاف صورة، و400 فيديو، و6 إنفوجرافيك.
وفي 2017، افتتحت الأناضول نشرتيها باللغتين الإسبانية والإندونيسية لتوصل المعلومة إلى أكثر من 750 مليون شخص حول العالم.
وكان للوكالة دور في بناء الجمهورية التركية، إذ نشرت على كافة المحافظات التركية خبر قرار مصطفى كمال (الذي لقب لاحقًا بأتاتورك)، والذي قرر أن يجتمع في أنقرة لتأسيس مجلس الأمة، وذلك بعد إغلاق البرلمان العثماني، الذي كان يعرف حينها بمجلس المبعوثان إثر احتلال إسطنبول رسميًا عام 16 آذار (مارس) 1920. ومن الأمور التي ساعدت على تأسيس الوكالة أن معظم المثقفين رأوا استحالة البقاء في إسطنبول في ظل تلك الظروف. وأخذوا يبحثون عن سبل اللحاق بركب الكفاح الوطني.
وفي حرب الاستقلال التركية قامت الوكالة بأداء مهمة بالغة الصعوبة، إذ كان منوطًا بها إبلاغ أخبار تركيا والعالم للجنود الأتراك في الجبهة الذين باتوا مقطوعين عن العالم الخارجي.
وبذلك ساهمت الوكالة في مكافحة مواقف الانقياد والخضوع التي كانت تتبناها بعض الصحف العالمية وبعض صحف إسطنبول بضغط من سلطات الاحتلال في ذاك الوقت.
كما قامت الوكالة أيضًا بإسماع صوت مناضلي الحركة الوطنية التركية في الخارج، وذلك لتعريف الرأي العام العالمي بحقوق تركيا المشروعة في كفاحها للاحتلال الأجنبي، وإحباط الدسائس التي كانت تحيكها بعض الجهات المعارضة لمشروع الاستقلال.
وفي 1 مارس من عام 1925 م تأسست شركة تركية مساهمة تحت اسم “شركة وكالة الاناضول” وقام مصطفى كمال أتاتورك بتكليف مجموعة من رفاقه بتطوير عمل وكالة الأناضول حسب المعايير. الحديثة المعمول بها في دول أوروبا الغربية وقتئذٍ، فأصبح للوكالة حينها وضع مستقل تتمتع فيه بنظام مؤسساتي متميز لم يكن معمول به حتى في الدول الأوروبية.
تعليقات
إرسال تعليق