القائمة الرئيسية

الصفحات

كان وزيرا لـ الاقتصاد ليُصبِحَ رئيس فرنسا، تعرف على أصغر رئيس فرنسي في تاريخ البلاد!

 


إيمانويل ماكرون، الرّئيس الفرنسيّ الحاليّ، قبلَ استلامه مقاليد الرّئاسة شغلَ منصب وزير الاقتصاد، الصّناعة والشؤون الرّقميّة في فرنسا بين عامي 2014 و2016، وفي حكومة رئيس الوزراء مانويل فالس، دخلَ مُعتركَ السّياسة عام 2006 كعضوٍ في الحزب الاشتراكيّ، حيث تمكّن ماكرون بذكائه وشخصيّته المحبوبة من أن يتدرّجَ بسرعةٍ في المناصب، إلى أن أصبحَ عام 2012 نائب الأمين العام للرّئاسة، وذلك خلال فترة حكم “فرانسوا أولاند” للبلاد.

ولد إيمانويل ماكرون في الحادي والعشرين من كانون الأول عام 1977 بمدينة أميان الفرنسية، وتميّز ماكرون منذ صغره بفطنةٍ ونباهةٍ فريدتين، مُبدياً موهبةً وشغفاً في الأدب، السّياسة والمسرح، حيثُ تفوّقَ في مدرسته اليسوعيّة المحليّة “بروفيدانس”، وقام والده بنقله إلى باريس ليُكملَ عامه الأخير من تعليمه الثّانويّ في مدرسة هنري الرّابع المرموقة.

بعد إنهائه للتعليم الثّانويّ، انتقلَ ماكرون لدراسة الفلسفة في جامعة “نانتير”، والتحق بعدها مُباشرةً بمعهد العلوم السّياسيّة الفرنسي، حيثُ درسَ العلاقات العامّة، وكلّ ذلك قبلَ أن يتخرّجَ عام 2004 من المعهد الوطني للإدارة. 

بعدَ التخرج، انتقل ماكرون للعمل في وزارة الاقتصاد الفرنسيّة بصفة مُفتّشٍ عام.

جذبَ ماكرون الأنظار حول حياته العاطفيّة، والتّي بدأت منذُ أن ارتاد المدرسة الثّانويّة في أميان، حيثُ وقع في حُب مدرّسته في الورشات المسرحيّة “بريجيت ترونيو”، والتي تكبرهُ بأربعةٍ وعشرينَ عاماً فضلاً عن أنّها كان مُتزوّجة في ذلك الحين ولديها ثلاثةَ أطفالٍ، توقّفت علاقتهما لفترةٍ من الزّمن بعدَ أن نقله والداه إلى باريس، لكن بعد أن أنهى ماكرون دراسته، أكمل الثُّنائي قصّتهما التي انتهت بالزّواج عام 2007. 

في عام 2007 قام الرّئيس الفرنسي الأسبق “نيكولا ساركوزي”، باختيار ماكرون للعمل ضمن لجنةٍ مهمّتها دعم الاقتصاد الماليّ الفرنسيّ وإنعاشه، تحت رئاسة جاك أتالي. 

في العام التّالي، تركَ ماكرون موقعه الوظيفيّ وانتقل للعمل في مجال الاستثمارات في مصرف روتشيلد، حيثُ أظهرَ مُجدّداً قدرته على التّعلّم بسرعة، مُتدرّجاً في الرّتب الوظيفيّة إلى أن أصبح مُديراً تنفيذيّاً فيه، حيثُ اكتسبَ شهرةً كبيرةً وسُمعةً حسنةً عن دوره في صفقة شركة “نستله ” من عام 2012 البالغ قيمتها 12 مليار دولار، والتي استحوذت بموجبها على قطاع الأغذية في شركة فايزر. 

بعد أن أسّسَ لنفسه علاقةً وثيقةً مع زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا أولاند، أصبحَ ماكرون عندما تمّ انتخاب أولاند ليُصبِحَ رئيساَ للبلاد عام 2012، نائب الأمين العام للرّئاسة في قصر الإليزيه.

وفي عام 2014، تمّ تعيين ماكرون وزيراً للاقتصاد، الصّناعة والشؤون الرقميّة في فرنسا، وفي العام التّالي من تولّيه لتلكَ المسؤوليّة، تقدّم ماكرون إلى مجلس الوزراء بجملةٍ من القوانين والتّشريعات بهدف إنعاش الاقتصاد الفرنسيّ، إلّا أن القانون كان محطّاً للجدل، كما أنّ المجلس قد استعان بعد 200 ساعة من النّقاش بإحدى موادّ الدستور لتمرير القانون، والذي أصبحَ يُعرفُ لاحقاً باسم “قانون ماكرون”.

شكّل ماكرون عام 2016 حركةً جديدةً حملت اسم “ماضون قُدماً”، كما أعلنَ في شهر آب بنفس العام عن تنحّيه عن منصبه كوزيرٍ للاقتصاد.

أعلن ماكرون في تشرين الثّاني من عام 2016 عن رغبته رسميّاً في الترشّح للانتخابات الرّئاسّة للعام 2017. 

وعلى الرُّغم من حداثة عهده في المجال السّياسي، ومن أنّه لم يُنتخب من قبل لشغلِ أيّ منصبٍ، إلّا أنّه قد لاقى دعماً من كلا الطّرفين (اليمينيّ، واليساريّ) وذلك بعد مُقترحاته بتخفيض ضرائب الشركات والسّكن، تحسين الوضع الاجتماعيّ ورفع الراتب التّقاعديّ إلى جانب تكريس الموارد والثّروات لخدمة مجالات الدّفاع، الطاقة، البيئة والنّقل.

كان إيمانويل ماكرون جزء من سلسلة من الخلافات منذ بداية حياته السياسية، على الرغم من إتباعه استراتيجية تواصل ضيقة ومحاولاته لتجنب تفاعل وسائل الإعلام معه. أعلن ماكرون في 30  يونيو 2017 بأنه لن يتحدث خلال يوم الباستيل (الاحتفال باليوم الوطني الفرنسي) مخالفاً بذلك تقليداً قائماً منذ مدة طويلة، وذكرت جريدة “لوموند” الفرنسية لاحقاً أن سبب عدم ظهور ماكرون هو أن طريقة تفكيره كانت “معقدة جداً” للصحفيين، وكان ذلك عقب أن أخبر ماكرون صحفي في البرنامج التلفزيوني الفرنسي كوتيديان بأنه سيتحدث في يوم الباستيل، وكان استقبال وسائل الإعلام لهذه التصريحات سلبيا على نطاق واسع حيث قام موقع “بزفيد ” الفرنسي بنشر مقالة بعنوان “عشر جمل معقدة جدا قالها ماكرون، عذراً أيها المغفلون”، وقامت مجلة “ماريان ” بإطلاق عنوان رئيسي “نحن لا نفهم الرئيس ماكرون”، ونُشر بعد مدة وجيزة استطلاع للرأي العام الذي أوضح أن نسبة 74٪ ممن شملهم الاستطلاع مؤيدين لطريقة تعامل ماكرون مع وسائل الإعلام، وأكد مسؤولون في إدارة ماكرون في وقت لاحق بأنه لن يظهر لوسائل الإعلام، نظراً لحاجته لبعض الوقت حتى يستعد لحديثه أمام مجلسي البرلمان الأسبوع التالي.

قبل فترة وجيزة من زيارة ماكرون لـ غويانا الفرنسية في 27 أكتوبر 2017، اندلعت أعمال شغب بسبب الحرمان الاجتماعي وإهمال الرعاية الصحية والافتقار إلى الرعاية الاجتماعية في الأراضي البعيدة. 

فاندلعت أعمال شغب أخرى بعد أن استبعد ماكرون إرسال مساعدات إضافية لتلك المناطق مصرحاً: “أنا لست الأب كريسماس (بابا نويل).”

تصريحات ماكرون المسيئة لـ الإسلام

في شهر أكتوبر من عام 2020 أطلق ماكرون تصريحاً مسيئاً لديانة الإسلام، واصفا إياه بأنه يمر بأزمة في كل مكان في العالم، مما أجج مشاعر المسلمين حول تلك التصريحات غير المسبوقة، وأعلن دعمه للرسومات المسيئة للإسلام، وتوالت الأحداث عندما رد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  في خطاب متلفز، تم على إثره استدعاء السفير الفرنسي بتركيا. 

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي دعوات عدة لمقاطعة المنتجات الفرنسية والشركات الفرنسية وفروعها بالعالم الإسلامي، وبدأت عدة جمعيات كويتية في المقاطعة على أرض الواقع. 

وقد أدانت عدة جهات رسمية بالدول العربية تصريحات ماكرون واصفة إياها بتأجيج ثقافة الكراهية والصراع باسم الحرية بالإضافة إلى ردود من شخصيات اسلامية عالمية تجاه هذا الخطاب العنصري. 

أشهر أقوال إيمانويل ماكرون

  •  إن أزمة اللاجئين أثبتت أننا لسنا بمعزل عن الأزمات الجيوسياسية المحيطة بنا. 
  •  نحن بحاجة لأناس يحلمون بالمستحيل، أناس قد يخفقون، وينجحون أحيانا، لكنهم في أي حال من الأحوال يملكون ذلك الطموح. 
  • نحن نمتلك القوة، الطاقة، الإصرار، ولن نخضع للخوف. 
  • الطريقة المثلى لامتلاك ثمن بذّة هي أن تعمل. 
  •  يمكنك أن تمنع رواجاً، لكن لا يمكنك أن تفرض واحداً.

تعليقات