أُطلق اسم الشركس على كل من يسكن أرض القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين، من الأديغة و الأبخاز والأوبيخ والشيشان والداغستان، وغالبيتهم من المسلمين السنّة الذين اعتنقوا الإسلام بداية انتشاره في أرض القوقاز في القرن الخامس عشر ميلادي بعد دخول المماليك إلى أراضيهم، أمّا هم فيسمون أنفسهم (أديغة)، واسم الشركس لا علاقة له بأي من القبائل التي تسكن هناك.
و يقول المؤرخ الشركسي شورابكيمرزانو غموقة “، أنّ الاسم الحقيقي للشراكسة هو (آنت)، وهو اسم إحدى القبائل الشركسية الأم و قد حُرف مع مرور الزمن ليصبح آديكة “، والتي تعني بحسب بعض المصادر بمعنى النبيل والإنساني.
ويقول المؤرخ أن بعض المؤرخين يرجعون أصل الكلمة للغة الفارسية وبعضهم يقول أنها تترية، ولكن من الأرجح أنها ناتجة عن تحريف لفظ كركت، والذي كان القدماء من الإغريق يطلقونه على أمتنا “.
يتحدث الشركس بلهجتين مختلفتين” الأديغية “، والتي يتحدث بها الشركس الذين يعيشون في مناطق الشرق الأوسط و اللهجة الأخرى تدعى ” قبردينية”.
و اليوم يتحدث الأديغة الذين بقوا في القوقاز اللغة الروسية وتكتب كل من اللغة الروسية والأديغية بالأحرف السلافية.
يوم العلم الشركسي
اختار الشركس علمهم أثناء مواجهتهم مع الروس واتحدت شعوب الأديغة مع الداغستان والشيشان، ويعود استخدامه إلى عام 1830 ميلادي أي إلى حوالي 190 عام، ويتألف من 12 نجمة ترمز للقبائل دون تمييز بينها ولونه الأخضر يرمز لأرض القوقاز الخضراء، أما الأسهم فترمز إلى دفاعهم عن أرضهم وعقيدتهم، وما زال الشركس رغم تهجير الروس لهم و توزعهم على أكثر من 40 بلد يتخذونه رمزاً لهويتهم الثقافية و القوية ووحدتهم في كل محفل و مناسبة.
يوم الحزن الشركسي
جعلت أهمية موقع القوقاز سبباً أساسياً في اندلاع الحرب، وذلك باعتبارها صلة وصل بين القارتين الآسيوية والأوروبية، وتعتبر طريقاً آمنا للتجارة بين الهند والصين إلى أوروبا، وذلك قبل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح و شق قناة السويس .
وبالإضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز فإن طبيعة بلاد القوقاز من سهول وغابات ووفرة الأمطار، التي تساعد على الزراعة وثرواتها الباطنية حيث جعلت من روسيا القيصرية تطمع بخيراتها وتتبع سياسة أكثر صرامة.
وفي يوم 21 مايو / أيار من عام 1864 شهدت المنطقة معركة بين روسيا القيصرية والشركس، فكان يوم البداية لإعلان الحرب و مرحلة جديدة بالنسبة للشركس، سمي بعام الحزن واستمرت هذه الحرب 101 عام، راح ضحيتها أكثر من 500 ألف قتيل من سكان القوقاز وتسبب في تهجير مئات الآلاف من الشركس وشعوب المنطقة، وأصبحت نسبة الشركس الذين يعيشون خارج البلاد حوالي 80 بالمئة، وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي عام 1991 تشكلت فيدرالية روسية ضمت الجمهورية الشركسية و التي تتمتع بحكم ذاتي.
فيلم وثائقي عن الشركس!
تعليقات
إرسال تعليق